You are here

قراءة كتاب نساء على المفارق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء على المفارق

نساء على المفارق

في كتاب "نساء على المفارق" للكاتبة والإعلامية الفلسطينية ليلى الأطرش، تحدثت ليلى الاطرش عن ثمانية نساء قابلتهن في اثناء تجاولاتها ورحلاتها الصحفية ، تعددت الحكايات عن نساد اما مكافحات او منهن من كان مصهوراً من قبل مجتمع وتقاليد وضحايا لاعتداءات من انواع متع

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
جد مريم تاجر أخشاب يملك عشرات الآلاف من الأفدنة والعاملين فيها، وهو يرفض احتجاج رجال البيئة إذ يعتدي على عمر وضخامة أشجار غاباته، يحولها خشبا يزيد ثراءه· وحجته، للحكومة والناس، أنه ينفع البلاد ويُشغّل عمالها، فهو لا يقطع شجرة قبل أن يزرع أخرى، ويكفي أنه يعيد إلى البيئة توازنها·
 
جد مريم مسلم كاميروني متعلم، وسَّع تجارة عائلته من الأخشاب إلى الذهب والقصدير، عرف أسلافه الإسلام كمعظم مواطنيه عبر تجار مسلمين، تأثروا بالتعامل الأمين والصدق والمجادلة الحسنة والأمانة في زمن لم يكن فيه كفالات وبنوك، ولا سندات أو محامون وقضاء·
 
يشكل المسلمون في الكاميرون 65% بينما المسيحيون 25% وباقي الديانات 10% فقط·
 
والد مريم محام وأمها متعلمة لم تعمل بشهادتها الثانوية، قَبل بعثة لابنته للدراسة في أمريكا رغم تخوفه من مجتمع غريب يدفع إليه ابنته·
 
التقيت مريم في جامعة شاتام حين شاركت في مؤتمر أدبي مع عشرة من كتاب أمريكا، منهم روبرت هاس الشاعر والباحث والأكاديمي المرموق، وكاتب من إسرائيل هو بيتر كول المعروف بدفاعه عن الفلسطينيين، وهو متزوج من فنانة وكاتبة فلسطينية من عرب إسرائيل·
 
بعد حلقة نقاش عن الخوف في الأدب، وهل يشكل عائقا لحرية التعبير، قدمت لي مريم نفسها بود وإقبال واندفاع·
 
فاتنة وعيناها محيط من الحيرة والتساؤل·
 
قالت إنها توافق على أننا في المجتمعات الشرقية والإسلامية نعيش خوفا مستمرا·· من الله والمستقبل والمؤسسات الدينية، ومن الرقيب والسلطة الأبوية والاجتماعية·
 
وأرصفة السفر أمكنة إغواء بالبوح لا تقاوم، ومفارق الطرق منفضة تطفئ فيها أسرارا مشتعلة، يتحدث غريبان بحميمية تومض وتموت على دروب الفراق·
 
كنت قد تحدثت عن خوفي وأنا صغيرة، عن كابوس لم يفارقني حتى توقفت عائلتي عن قضاء الصيف في كرم صغير على مشارف جبل المكبر ومستوطنة رامات راحيل قرب بيت لحم· يهاجم غرباء أشداء لا أستطيع تبين ملامحهم بيتنا ويحاولون اقتحامه، وأعجز في محاولاتي اليائسة وجزعي عن سد الباب في وجوههم فيغلبونني·· وأصحو صارخة أو مختنقة·
 
وكان ذلك ردا على سؤال حول أثر الخوف في ما نكتب·
 
كنا على المنصة، كاتبتان أمريكيتان، الشاعرة نعومي شهاب ناي الأمريكية المولد، والدها مهاجر من القدس، صحفي، وأمها أمريكية، وهي أستاذة جامعية، ويحسب لنعومي ذلك الانتماء العميق والحب الكبير لفلسطين· قولا وشعرا وموقفا· والشاعرة المعروفة كلوديا رانكين، أمريكية إفريقية وأستاذة جامعية، وأناهيتا فيروز، روائية وأستاذة جامعية من أصل إيراني، والشاعرة البرازيلية أستريد كابرال·
 
كانت حلقة النقاش عن الخوف في الأدب
 
وقد يبدو الخوف لا موضوع لمن ولد وعاش في الغرب، بلاد الحرية السياسية والجنسية والتأمين الصحي والاجتماعي وفرص التعليم والعمل، بلاد لا تعرف القبيلة والعشيرة، ولا يهيمن عليها الفكر الأبوي المستحدث·· ولكنني دهشت حين لم تشر كلوديا إلى أي خوف من التمييز مع البيض، قالت إنها لم تجرب الخوف، وإن فرص التعليم والنجاح والعمل أتيحت أمام اجتهاد فتح لها جميع الأبواب، كانت أمريكا تواجه محكا لمصداقيتها بعدم التمييز باللون والعرق، في حملة قسمت العائلة الواحدة حول مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما·· فهل أسكت كلوديا رانكين يومها فوز أوباما ليصبح المرشح الوحيد للحزب، فغفرت ما تعلق بالذاكرة من الماضي القريب؟·· لا أعرف·

Pages