خاطب الفلكلور والأساطير و الخرافات وحكايات الجن الطفولة عبر العصور، حيث إن كل طفل ذكي له حب غريزي وشديد إلى القصص الخرافية، والعجيبة والغريبة والخيالية بصورة واضحة.
أنت هنا
قراءة كتاب الساحر إوز العجيب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
الفصل الأول
الإعصار
عاشت هبة( ) وسط مروج كنساس الكبيرة، مع عمها هاني( )، والذي كان مزارعاً، وعمتها ريم، وطبعاً كانت زوجة ذلك المزارع. كان منزلهم صغيراً، بسبب إن الخشب الذي بنوا فيها المنزل كان يجلب وقتها في عربة من مكان بعيد. كان يحتوي على أربع جدران، وسقف وارض، مكونة جميعا غرفة واحدة؛ وفيها موقد طبخ صدأ، وخزانة للأطباق، وطاولة، وأربع أو ثلاث كراسي، مع الأسرة. كان للعم هاني والعمة ريم سرير كبير يقبع في أحدى الزوايا، إما هبة، فسريرها الصغير كان في الزاوية الأخرى. لم تكن هناك أي غرف في العلية، كما لم يكن هناك أي قبو- عدا حفرة صغيرة في الأرض، والتي يطلقون عليها حفرة الإعصار، حيث تلجأ العائلة إليه لو هبت زوبعة، والتي تكون قوية إلى درجة أنها تقلع منزلاً من مكانه. ويمكن الوصول إليها من خلال باب وسط الأرض، والتي من خلالها ترى سلماً ينزل إلى الأسفل، تحت في الحفرة المظلمة.
ولما كانت هبة تقف عند الباب وتنظر، لا يمكنها إن ترى شيء عدا المروج الرمادية الكبيرة حولها من كل جانب. لم تكن هناك أي أشجار، أو أي منازل أخرى والتي يمكن لها إن تكسر انبساط البلد الواسع أمامها والتي تلامس السماء من الجهات الأربعة. خبزت الشمس الحارقة الأرض المحروثة لتحولها إلى فوضى رمادية، بشقوق كبيرة تمر بها. حتى العشب لم يكن اخضر، ، فقد أحرقت الشمس قمم أوراق العشب حتى صارت كلها بلون رمادي موحد منتشرة في كل مكان.وفي المرة التي طلي بها المنزل، شققت الشمس الطلاء، وغسلته الأمطار، وصار المنزل اليوم رتيباً ورمادياً في كل جزء منه.
لما أتت العمة ريم إلى هنا لتعيش بهذا المنزل كانت زوجة شابة وجميلة. ولكن حتى هي غيرتها الرياح والأمطار. لقد أخذت من عينيها بريقها، وتركتهما بليدة ورمادية؛ وأخذت الحمرة من وجنتيها وشفتيها، وصارتا رماديتان أيضا. وصارت هزيلة وكئيبة، ولم تراها هبة مبتسمة قط. ولما أتت هبة اليتيمة أول مرة إلى المنزل، أخافت ضحكات هبة العمة ريم فكلما كانت ضحكات الطفلة المرحة هبة تصل إلى مسامعها حتى تضغط يدها على صدرها وتصرخ؛ وكانت في كل مرة تنظر إلى الفتاة بتعجب متسائلة كيف يمكن لهذه الفتاة إن تجدد سبب لتضحك.
إما العم هاني، فلم يضحك أبداً. فلقد كان يعمل بجد منذ الصباح حتى حلول المساء، لذا لم يكن يعرف معنى للمرح. وكان العم هاني رمادياً أيضا، ابتداء من لحيته الطويلة إلى جزمته الرثة، وتبدو على ملامحه الرزانة والكآبة. وكان نادراً ما يتكلم.
إما ضحكات هبة، فكان سببها توتو، وكان توتو السبب أيضاً في المحافظة عليها كي لا تتحول إلى اللون الرمادي كالأشياء والناس التي تحيط بها. لم يكن توتو رماديا، بل كان كلباً اسوداً، ذو شعر حريري طويل، وعينان سوداوان صغيرتان، وكانتا تشعان ببريق مرح فوق انفه المرح الصغير. كان توتو يلعب طوال النهار وكانت هبة تلعب معه، وكانت تحبه بشدة.
اليوم، مع هذا، لم يكونا يلعبان، فقد كان العم هاني يجلس على عتبة الباب وكان ينظر إلى السماء بقلق، حيث كانت أكثر رمادية من المعتاد. ووقفت هبة قرب الباب وتوتو بين ذراعيها، وكانت تنظر إلى السماء أيضا. في حين كانت العمة ريم تغسل الأطباق.
ومن أقصى الشمال سمعوا هبوب ريح منخفض، وشاهد العم هاني وهبة العشب المتراقص مع هبوب الريح قبل حلول العاصفة. وفي هذه الإثناء انطلق صفير الريح من الناحية الجنوبية، ولما نظرا إلى تلك الجهة شاهدا إن العشب يتراقص وهبوب الريح تأتي من تلك الناحية أيضا.
فجأة وقف العم هاني.