أنت هنا

قراءة كتاب الساحر إوز العجيب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الساحر إوز العجيب

الساحر إوز العجيب

خاطب الفلكلور والأساطير و الخرافات وحكايات الجن الطفولة عبر العصور، حيث إن كل طفل ذكي له حب غريزي وشديد إلى القصص الخرافية، والعجيبة والغريبة والخيالية بصورة واضحة.

تقييمك:
4.666665
Average: 4.7 (6 votes)
الصفحة رقم: 4
الفصل الثاني
 
مجلس المنشكينين
 
أيقظتها الصدمة، والتي كانت مفاجئة وشديدة إلى درجة انه لو لم تكن هبة مستلقية على فراش وثير، لتأذت. وهكذا، فقد جعلها الارتطام تحبس أنفاسها وتتساءل بتعجب ماذا جرى؛ ووضع توتو أنفه البارد الصغير في وجه هبة وعوى بصورة مخيفة. نهضت هبة ولاحظت إن المنزل ساكن؛ وكذلك لم يكن الظلام قد حل، حيث إن أشعة الشمس البراقة كانت تشع من النافذة، مغطية كل الغرفة الصغيرة. قفزت من على السرير، وتبعها توتو يجر نفسه خلفها وفتحت الباب.
 
صرخت الفتاة من شدة الدهشة، ونظرت لما حولها، واتسعت عيناها مما شاهدت. فقد جعل الإعصار المنزل يهبط بلطف شديد، بالنسبة إلى إعصار، وفي وسط بلاد في غاية الجمال. فقد كانت هناك مروج خضراء واسعة في كل مكان، مع أشجار سامقة تحمل ما لذا وطاب من الفاكهة الشهية. والآف الزهور الجميلة في متناول الكل، وطيور ذات ريش عجيب نادر تغني وترفرف على الأشجار والأغصان. وعلى مسافة قصيرة كان هناك جدول صغير، يجري بسعادة وبإشراق بين ضفتين خضراوين، ويدمدم بصوت مفعم بالجمال بالنسبة للفتاة، التي عاشت منذ فترة طويلة في مروج جافة رمادية.
 
وبينما كانت واقفة تنظر بحماس إلى تلك المناظر الغريبة والجميلة، لمحت مجموعة من الناس أغرب ما شاهدت عيناها قادمة نحوها. فهم لم يكونوا بطول البالغين في البلاد التي اعتادت عليها؛ ولكنهم لم يكونوا أيضاً قصار جداً. بالحقيقة، فقد كان الناس جميعاً تقريبا بنفس طول هبة، والتي كانت فتاة بصحة جيدة بالنسبة إلى عمرها، حيث أنها تبدوا وكأنها أكبر من عمرها.
 
كانوا ثلاث رجال وامرأة وكانوا جميعا يرتدون ملابس غريبة جدا. فقد كانوا يرتدون قبعات مدورة ذات نهاية مدببة ترتفع قدما كاملا فوق رؤوسهم، مع أجراس على حافاتها والتي تجعلها ترن في كل مرة يتحركون. كانت قبعات الرجال زرقاء، بينما كانت قبعات المرأة القصيرة بيضاء، وكان ترتدي رداء ابيض معلق من كتفها بثنيات من قماش. وفوقه كان هناك نجمة لامعة معلقة تلمع في الشمس كالماس. وكان الرجال يرتدون ملابس زرقاء، مثل لون قبعاتهم، وكانوا يرتدون أحذية ملمعة بشكل أنيق، مع لفافة عميقة زرقاء على قممها. اعتقدت هبة في إن الرجال بعمر عمها هاني، حيث كان لأثنين لحى. غير إن المرأة القصيرة كانت بصورة مؤكدة أكبر عمراً. فقد كان وجهها مليء بالتجاعيد، وكان شعرها ابيض وكانت تسير كالعجائز.
 
ولما اقترب أولئك الناس من المنزل، حيث كانت هبة تقف عند عتبته، توقفوا وهمسوا مع نفسهم، كما لو كانوا يخشون الاقتراب. غير إن المرأة القصيرة تقدمت نحو هبة، وانحنت بلطف وقالت بصوت لطيف:
 
"أهلا وسهلا بكِ، يا أكثر الساحرات نبلاً، في أرض المنشكينين. ونحن نكن لك كل الامتنان لقتلك ساحرة الشرق الشريرة وتحريرك لشعبنا من العبودية لها."
 
استمعت هبة لخطابها بتعجب. فما الذي تقصده تلك المرأة القصيرة لما أطلقت عليها الساحرة، وبأنها قتلت ساحرة الشرق الشريرة؟ فقد كانت هبة بريئة، فتاة صغيرة غير مؤذية، حملها إعصار عدة أميال من المنزل؛ ولم يسبق لها أن قتلت أي شيء في حياتها.

الصفحات