أنت هنا

قراءة كتاب الساحر إوز العجيب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الساحر إوز العجيب

الساحر إوز العجيب

خاطب الفلكلور والأساطير و الخرافات وحكايات الجن الطفولة عبر العصور، حيث إن كل طفل ذكي له حب غريزي وشديد إلى القصص الخرافية، والعجيبة والغريبة والخيالية بصورة واضحة.

تقييمك:
4.666665
Average: 4.7 (6 votes)
الصفحة رقم: 7
"ونفسها في الجنوب أيضا،" قال أخر، "فقد ذهبت إلى هناك مرة وشاهدتها. فالجنوب هو بلاد القيادلة."
 
"لقد اخبرني أحدهم،" قال ثالث، "ونفس الشيء في الغرب. وفي تلك البلاد، حيث يعيش الوينكيين، تحكم ساحرة الشرق الشريرة، والتي ستجعل منكِ جارية عندها لو مررتِ من هناك."
 
"الشمال بلادي،" قالت المرأة العجوز، "وفي أطرافها صحراء كبيرة أيضاً تحيط بأرض إوز. أني خائفة، يا عزيزتي، لأنكِ ستضطرين للعيش معنا."
 
وبدأت هبة تبكي متحسرة على هذا الأمر، فقد شعرت بالوحدة وهي وسط كل هؤلاء الناس. وبدا إن دموعها حطمت قلوب المنشكينين الطيبين، حيث أنهم اخرجوا مناديلهم وبدءوا بالبكاء أيضا. إما المرأة العجوز القصيرة، فقد خلعت قبعتها ووازنت طرفها المدبب على انفها وهي تحسب:
 
"واحد، اثنان، ثلاثة" بصوت مكتئب. حتى تحولت إلى لوح ملون، وكانت فيه كتابات بالطباشير بأحرف كبيرة:
 
"فلتذهب هبة إلى مدينة الزمرد"
 
أخذت العجوز اللوح من على انفها، ولما قرأت ما كتب فيه سألت:
 
"هل اسمكِ هبة، يا عزيزتي؟"
 
"نعم،" أجابت الفتاة الصغيرة، وهي تنظر إلى الأعلى وتجفف دموعها.
 
"أذن عليكِ الذهاب إلى مدينة الزمرد. ربما سيساعدكِ إوز."
 
"وأين تقع هذه المدينة؟" سألت هبة.
 
"أنها تماما في منتصف البلاد، ويحكمها إوز، الساحر العظيم، لقد أخبرتكِ بهذا."
 
"وهي هو طيب؟" تساءلت الفتاة الصغيرة بقلق.
 
"انه ساحر طيب. ولكن لا يمكنني إن أجزم لو كان بشر أو ليس كذلك، فأنا لم أراه."
 
"وكيف لي إن اذهب إلى هناك؟" سألت هبة.
 
"ما عليكِ إلا السير. أنها رحلة طويلة، عبر البلاد، فترينها في الكثير من الأحيان ممتعة، ولكن في بعض الأحيان ترينها مظلمة ومرعبة. ولكن، سأستغل سحري كي أبعدكِ عن الأذى."
 
"إلا تذهبين معي؟" توسلت الفتاة الصغيرة، والتي صارت ترى في المرأة العجوز القصيرة الصديقة الوحيدة لها هنا.
 
"كلا، لا يمكنني ذلك،" أجابت، "ولكن سأعطيكِ قبلتي، ولن يتجرأ احد على أذية من يحمل قبلة ساحرة الشمال."
 
اقتربت من هبة وقبلتها بلطف على جبهتها. وتركت في المكان الذي لامست شفتي الساحرة جبهة الفتاة علامة دائرية لامعة، الأمر الذي اكتشفته هبة فيما بعد.
 
"أن الطريق إلى مدينة الزمرد معبد بأحجار صفراء،" قالت الساحرة، "لذا، سوف لن تضلِ طريقكِ أبداً. عندما تصلين إلى إوز لا تخشيه، ولكن أخبريه قصتكِ وأطلبِ منه العون. إلى اللقاء يا عزيزتي."
 
وقام الرجال الثلاثة بالانحناء بلطف لها، ودعوا لها برحلة موفقة، وبعدها اختفوا بين الأشجار. وبادرت الساحرة العجوز بإيماءة ودية صغيرة لهبة، والتي دارت ثلاث مرات حول كاحلها الأيسر ثم اختفت بالحال، وسط دهشة الكلب توتو، والذي صار ينبح بصوت مرتفع عندما اختفت الساحرة، وهو الذي كان يدمدم لما كانت واقفة قربه.
 
إلا إن هبة، بعد إن عرفت أنها ساحرة، توقعت منها إن تختفي بنفس الطريقة، ولم تكن متفاجئة أبدا.

الصفحات