أنت هنا

قراءة كتاب وحدها شجرة الرمان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وحدها شجرة الرمان

وحدها شجرة الرمان

تنفتح رواية "وحدها شجرة الرمان" للكاتب العراقي سنان انطون؛ الصادرة عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، بسردية حكائية بسيطة تفاجئك احياناً بانعطافاتها إلى صور حلمية فنتازية، متقطّعة بحسب خطوات السيناريو السينمائي، على مشهديات الموت الذي يلتهم قلب بغداد الم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
شكرها وأسرع عائداً إلى الداخل بعد أن أغلق الباب وراءه· أمسكتْ بيدي ثانية واستدرنا كي نقفل عائدين نحو البيت· التفتّ إلى الخلف لألقي نظرة على الرجل المتقرفص· كان رأسه ما يزال بين يديه· وبّختني أمي ثانية وأمرتني بأن أنظر إلى الأمام كي لا أتعثّر وأسقط· 
 
لم أكن في ذلك السن أفقه طبيعة مهنة أبي أو تفاصيلها· كل ما كنت أعرفه هو أنه مْغَسِّلْچي· لكن هـذه الكلمة كانت غامضة بالنسبة لي ولا تعدو كونها مجموعة أصوات تشبه المهن والحرف الأخرى التي تنتهي أغلبها بـ چي· خفت يومها بعض الشيء وسألت أمي:
 
- بابا يِئذي الناس؟
 
- لا إبني· بالعكس· ليش هيچي تگول؟
 
- مو هذا الرجّال هناك چان گاعد يبچي؟
 
- إي، بس مو من ورا أبوك· هـذا مقهور·
 
- ليش مقهور؟ شيسوّون جَوّة؟ 
 
قالت لي إنّ أبي كان يغسل أجساد الموتى وبأنه عمل شريف ويصيب من يقوم به أجر عظيم· سألتها ونحن نعود إلى البيت لماذا يغسل أبي أجساد الموتى؟ هل هي وسخة؟ فقالت لا، لكنها يجب أن تُطَهَّر من النجاسة· عندما سألتها أين يذهب الموتى· قالت: يم الله قالت إن أبي يعتني بهم قبل أن يتم دفنهم· سألتها كيف يذهبون إلى الله إذا كانوا يُدفنون في التراب· فقالت بأنّ الروح تصعد إلى السماء لكن الجسد يبقى في الأرض التي جاء منها· كلّكم لآدم وآدم من تراب· نظرتُ إلى السماء· كانت هناك خمس غيوم تتكيء على بعضها البعض وتساءلت: ترى أي منها ستحمل روح الميّت وإلى أين ستأخذها؟

الصفحات