رواية "طريق بنتونفيل"؛ نص روائي موسع مع تكثيف للقطة، تدور أحداثها في نُزل تابع للبلدية تقطنه مجموعة بائسة من العاطلين من العمل في شارع فرعي في منطقة"كنغز كروس"في لندن, أو"وسط البلد".
أنت هنا
قراءة كتاب طريق بنتونفيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
غير أن الطرقات قوية ما انفكت تهزّ الغرفة·
أنهض وأفتح الباب بحذر· ومن خلال الشق الموارب أبصر قامة غاري· غاري القوي البنية، والفخور بقوة بنيانه إلى حد أنه يُصر على ارتداء الفانلات الضيقة لكي تبرز عضلات صدره وساعديه·
هل ثمة كلب هنا؟ يسألني غاري بلهجة ازدراء لا يُخفى·
ليس ما عداي! أكاد أن أردّ ساخراً، غير أن نظرة غاري الواقف وقفة المتأهب للقتال تثنيني عن فعل ذلك·
لا··لا! أجيبه متلعثماً·
في أية غرفة الكلب إذاً؟ يسأل بنبرة تنم عن ضيق ونفاد صبر·
لا أعلم أسارع إلى الرد·
لكنني أعلم· فالكلب المقصود هو بوي كلب جيم الكسول، الذي يقضي النهار مقعياً على فراش جيم· وكان جورج، صاحب الفندق، قد حظر عليه الاحتفاظ به في غرفته ولكن من غير جدوى· فقد كان جيم يعده بأن يتخلص منه في أقرب فرصة سانحة، غير أنه سرعان ما يخلف الوعد متذرعاً كل مرة بذريعة مختلفة·
أقول لنفسي إن جورج قد ضاق ذرعاً به وبأعذاره فأوفد غاري، قويّ البنية، لكي يُجبره على التخلص من الكلب· وغاري بطل الفوكلاند، على ما يُنعت في غيابه من قِبل نزلاء الفندق، قادر على فعل ذلك، وأكثر من ذلك·
لا أعرف عن أيّ كلب تتحدث! أؤكد لغاري· وغاري غير مقتنع بكلامي· غير أنه يرميني بنظرة أقرأ فيها على الفور عبارة أيها الأجنبي الكاذب!
يوليني ظهره ويتجه نحو غرفة جيم ويطرق الباب بعنف·
أراقبه يستدير ويمضي بعزم، وأتذكر كاثي!
إنه متنمر! تقول كاثي كلما رأت غاري·
إنه متنمر! هذا النوع من الناس مضيعة للمكان! تقول كاثي وتشيح بوجهها لكي تتجنب النظر إليه·