رواية "طريق بنتونفيل"؛ نص روائي موسع مع تكثيف للقطة، تدور أحداثها في نُزل تابع للبلدية تقطنه مجموعة بائسة من العاطلين من العمل في شارع فرعي في منطقة"كنغز كروس"في لندن, أو"وسط البلد".
أنت هنا
قراءة كتاب طريق بنتونفيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
أقف أمام الواجهة الزجاجية اللامعة، ولكن عوضاً عن رؤية ثيو أو أي شخص آخر، أُطالع صورتي المنعكسة على الزجاج، فأبصر شخصاً مهوشّ الشعر هزيلاً كمن يعاني من سوء التغذية· كيف لي أن أتولى أمر الفندق وأنا لا أستطيع أن أتولى أمر نفسي، أقول لنفسي، وأدنو من باب الحانوت· وأسارع إلى الدخول آملاً في أن يكون ثيو قد أحضر لي الأقراص المهدئة للأعصاب، وأفكر بأني يجب أن أعود إلى النوم قبل أن يتسلل الاكتئاب إلى نفسي ثانية·
***
يجلس ثيو مطرقاً·
يجلس خلف كاونتر الحانوت الواطئ·
أدخل، فلا يبدو أنه قد تنبّه إلى وجودي، أو وجود أيما شخص آخر في الحانوت، هو الذي لا يكف عن مراقبة الزبائن·
هناك لصوص كثيرون في هذه المنطقة يقول لي دوماً، ويعود إلى مراقبة الزبائن·
لكنه الآن يجلس مطرقاً، غير مكترث بمن يدخل أو يخرج·
أين اختفيت؟ أسأله بصوت، أجاهد أن أجعله ودوداً· أوقن جيداً أن ثيو شخص مزاجيّ، وأنه في لحظة قد يكون مرحاً صدوقاً، وفي أخرى عنيفاً لئيماً·
يرفع بصره إليّ متثاقلاً·
ألم تر هذه بعد؟ يسأل مشيراً إلى الصحيفة المنبسطة أمامه على الطاولة·
لم أرها!
أهزّ رأسي بالنفي· لم أرها وليس من عادتي قراءة الصحف الإنكليزية عموماً، فما بالك بالصحيفة المختصة بشؤون الجالية القبرصية اليونانية·
يطوي الصحيفة بعناية ويدفعها نحوي، مشيراً إلى خبر في وسط إحدى الصفحات الداخلية:
أنظر هنا!
أنظرُ إلى حيث يشير وأقرأ:
تبرئة تلميذ قبرصي من جناية!
أرفع بصري إليه مستغرباً ومتسائلاً·
اقرأ! اقرأ!