أنت هنا

قراءة كتاب الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق

الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق

كتاب " الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق " ، تأليف د.سامي الخفاجي ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

1. المعارضة

The opposition

يعني مصطلح "المعارضة" في السياسية أن أي جماعة أو مجموعة أفراد يختلفون مع الحكومة على أساس ثابت وطويل الأمد وعادة يطبق المصطلح على نحو أكثر تحديداً على الأحزاب في المجلس النيابي التي تختلف مع (الحكومة) وترغب في أزاحتها والحلول محلها.

غالباً ما تمارس المعارضة في الإطار الشرعي وضمن المؤسسات الثابتة. ففي بريطانيا يتيح التشريع الرسمي في الدولة للمعارضة ممارسة نشاطها بملء حريتها. غير أن المعارضة قد ترفض أحياناً النظام السياسي القائم فتتمرد عليه مما يضفي عليها طابع التطرف والخلاصة: تضم المعارضة الأشخاص والجماعات والأحزاب، التي تكون مناؤه كلياً أو جزئياً، لسياسة الحكومة. ثمة دول لا تسمح مطلقاً بوجود أحزاب معارضة مثل [المملكة العربية السعودية، قطر، عمان، الإمارات، وليبيا].

لذا فإن مصطلح/ المعارضة في السياسة مقترن بالأحزاب السياسية أو أي مجموعات أخرى تعارض الحكومة كمجموعات سياسية أو حزب سواء في المدينة أو الدولة.

تختلف درجة المعارضة من بلد إلى آخر ومن نظام سياسي إلى آخر في الأنظمة السلطوية قد تكون المعارضة (مقموعة) أو مرحب بها.

في بلدان العالم الثالث قد تتحول المعارضة السياسية إلى معارضة مسلحة وهذا ما يسمى بـ [التمرد المسلح] أو ثورة أو قد تتدهور الأمور لتصل إلى ما يسمى [حرب أهلية].

وتحمل المعارضة معانٍ عدة [المجادلة، أو المناقشة، أو المدارسة أو المحاورة وأحياناً أخرى تعني تضارب الآراء وتناقض الأفكار واختلافها وقد تعني بها تارة أخرى بالمغايرة في السلوك والتصرف أو حتى التشدد في الموقف والرأي- لذلك بإمكاننا تعريف [المعارضة] بأنها شكل من أشكال النظم السياسية، إذ تنقسم مظاهر الحكم بين طرفين أحدهما السلطة (الحكومة) والآخر خارج السلطة (المعارضة)، أي أن المعارضة تعبر عن القوى غير المساندة للحكومة والتي تقف موقف الضد أو الرفض. وعليه فالمعارضة هي قدرة جماعة أو شخص على فرض إرادتها على جماعة أو شخص، وأن كانت الأخيرة تعارض هذا الفرض. وتوجد حالات يحدث فيها التعارض بين عمل مؤسسة سياسية ترغب في إقامة نوع من التوازن المستمر، ومؤسسات سياسية أخرى لا بل قوى سياسية عديدة تعارض هذا التوجه وتقابله بالضد بغية إيقافه أو كبحه بمجرد العمل على تحقيق التغيير والتوازن المستقر في إطار العمل السياسي.

يؤكد [كانستون بوتول] أن "النظم وليدة مباشرة للعقليات وهي ترتكز عليها وعندما لا يكون التوافق بين هذه النظم وتلك العقليات تاماً يبدأ الاعتراض على النظم فتفقد من قوتها، لأن الناس لا يحترموا حقاً إلا القوانين التي يؤمنون بها ويمكن أرغامهم على الطاعة لا على الموافقة، عندئذ تبدأ المقاومة الساخرة والخفية(8)، لذا فإن دور المعارضة يكمن في:

‌أ. تمثيل روح النقد البناء في سير عملية النظام.

‌ب. كبح القرارات المفرطة وغير الملزمة.

‌ج. التهيؤ لتصبح المعارضة أغلبية حكومية في وقت يطول أو يقصر.

لذا نرى بأن المعارضة (قيمة جماعية) لأفضليات محددة على الحكومة أن تعترف بحق المعارضة في هذه الأفضليات.

بمعنى أن المعارضة هي أسلوب التعبير عن الحق الجماعي في مناقشة وتقويم سلوك السلطة السياسية، وأن فلسفة المعارضة تقوم على تقبل الاختلاف في الرأي بوصف الاختلاف حقاً مشروعاً، إذ يصبح من المقبول ان تتنوع المفاهيم والتصورات(9).

وأن الصراع السياسي يجري على مستويين بين أفراد وفئات وطبقات(10) تتصارع للحصول على السلطة أو المشاركة فيها أو التأثير عليها من جهة، وبين السلطة التي تحكم والمواطنين الذين يعارضونها ويقاومونها من جهة أخرى(11).

أ‌. المعنى السياسي للمعارضة: تعد المعارضة أسلوب من أساليب التعبير عن الإرادة ومظهر من مظاهر المشاركة ومعناها الرفض أو الموقف المضاد "كل منها في اتجاه صاحبه" ولا تقتصر المعارضة على الجانب السياسي، وإنما تتعداه إلى الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وقد تشمل مجالات الحياة كافة، أو جانباً واحداً منها وهذا يتوقف على طبيعة الحكم وطبيعة المعارضة في آن واحد، ومفهوم المعارضة حديثة في علم السياسية، ففي الربع الأول من القرن العشرين لم يجري الحديث في الكتابات عن المعارضة السياسية، وحالياً هناك تحليلات عديدة عن هذا الموضوع(12).

ويعني بالمعارضة عمل القوى السياسية ضد من هو في السلطة (الحكومة) لا تنشأ المعارضة السياسية إلا في المجتمعات التي بلغت درجة من التطور والنمو بحيث يوجد تباين في الرؤى والاختلاف في المواقف(13).

أن أي نظام سياسي يتماسك من خلال الجهود المبذولة لضمان استمرار تداول السلطة بشكل منتظم. أما أولئك الذين يسعون إلى الوصول للحكم، فإنهم يعملون من أجل ذلك وفق قواعد العمل السياسي التي يتبعها الطرفين (الحكومة، والمعارضة) لأن كل منها هدفه العودة للسلطة من جديد. وتعد المعارضة ظاهرة سياسية(14) لذا يتطلب تحليلها من خلال التجربة القائمة على الملاحظة الدقيقة لوضع الفروض التي تحاول أن تسير أغوارها عملياً من أجل تفسير الأحداث السياسية التي تقع بين الحين والاخر في اطار النظام السياسي.

ليتسنى معرفة سبب ظهور المعارضة والنتيجة التي ستؤول إليها سواء أكانت داخل الحكم أو خارجه. عندئذ ستبدو المعارضة ظاهرة سياسية مؤطرة ضمن منظومة سياسية متكاملة إلى جانب الدور المؤثر التي تؤديه في التأثير على الحكومة وفروعها بغية الاتفاق على سياسات عامة مناسبة تتفق مع المطالب التي يطمح اليها المجتمع. كل حكومة تهدف في البقاء في السلطة وعليه لابد من وجود آلية عمل تقر بتداول مستمر للسلطة مع أطراف المعارضة وبشكل متداول طالما ان هدفهما إدارة دقة الحكم لتحقيق الغايات العامة لصالح المجتمع. ولتحقيق ذلك أن يكون لكل طرف من الأطراف اعترافاً منه للآخر. لتجنب أي صراع عنيف والاحتكام لقواعد العمل السياسي- الديمقراطي.

أما دور المعارضة في الدول العربية سنتطرق إلى آراء بعض السياسيين والمحللين.

الصفحات