كتاب " الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق " ، تأليف د.سامي الخفاجي ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الإحتلال الأمريكي ومستقبل العراق
يظهر للمشاهد للأحداث التي تجري في العراق بأن أكثر أعضاء حكومة رئيس الوزراء (المالكي) غير متعاونين معه أو معرقلون لسياسته تنفيذاً للتوجهات كتلهم المشاركة في الحكومة التي لا ترغب أن ترى (المالكي) رئيساً ناجحاً وهي ظاهرة يؤسف لها استجدت في العراق الجريح ولا يوجد لها مثيل في حكومات العالم، وفعلاً لقد كشف رئيس الوزراء (المالكي) في إحدى مقابلاته الصحفية دور شركائه في الحكومة والبرلمان في عرقلة خططه في مجال الطاقة وغيرها(36). هم يريدون ايقاف عجلة التقدم والانماء وإعادة البنى التحتية وأذكر هؤلاء ان البلد لا ينهض إلا [بصدق الانتماء إليه من قبل أبناءه]. "ومن المؤسف تحسبهم جمعاً وقلوبهم شتى" مع أن غالبية هؤلاء الوزراء من نفس الطائفة الشيعية التي ينتمي اليها المالكي وهذه الجهات التي تقود عملية التهميش والتي لم يسميها هم جماعة المجلس الإسلامي والفضيلة والصدريون ومجموعات صغيرة منشقة عن المالكي نفسه(37).
ألم يعلموا أن الولايات المتحدة استخدمت اليورانيوم المنضب من أجل تلويث العراق اشعاعياً لسنين طويلة؟ فهل يعلم هؤلاء أن المصيبة التي تحل على العراق هي تدمير [أجيال كاملة من العراقيين... فهل يروق ذلك لهم وسيصل تدمير إلى أحفادهم] في انتخابات عام 2005 ظهرت جبهة التوافق على المسرح السياسي كممثل ومدافع عن (السنة العراقيين) على اعتبار (التفرد الشيعي في الحكم)، وقد استبشر العراقيون بدخول الجبهة المعترك السياسي. ولكن بعد أن أحتل قادتهم مواقعهم في الحكومة والبرلمان تناسوا ما عليهم من واجب المشاركة في العملية السياسية، وأثبتوا خلال السنين الماضية أنهم استخدموا الهوية (الطائفية) للوصول إلى السلطة لتقاسم الغنائم لقد تجردت جبهة التوافق من أي شعور بالتعاطف مع ملايين العراقيين الذين سحقهم الفقر والحرمان من القوت والأمان، ولم يستطيعوا دفع العملية السياسية واستقرارها مثل هذا الموقف يثير الشعور بالخيبة واليأس.
ويستحضرني قول البارودي :
فقد يستقيم الأمر بعد إعوجاجه
وتنهض بالمرء الجدود العواثـــرُ
ولي أمل في الله تحيى به المنى
ويشرق وجه الظن والخطب كاشرُ
والأكثر غرابة هو موقف القائمة العراقية وأعضاءها داخل مجلس النواب أو خارجه ليس لهم تأثير في حياة وشؤون العراقيين التي تزداد بمرور الزمن مشقة وصعوبة من يوم لآخر. لقد عرف العراقيون القائمة العراقية من خلال زعيمها رئيس الوزراء الأسبق (إياد علاوي- البرجوازي الصغير) التي لم تحقق ما كانت تحلم به في انتخابات 2005 تحول إلى سفير متجول في بلدان العالم إضافة إلى اتخاذه (عمان)، (والقاهرة) مقراً دائماً محاط بالحرس وتناسى الواجب الوطني الذي يحتم عليه البقاء بين أبناء شعبه والجلوس في البرلمان كعضو فيه ويبدو لي أنه مهتم إلى درجة كبيرة بتقوية علاقته بالأشقاء العرب على اعتبار أنه رقماً في المعادلة السياسية العراقية وأن النظام في العراق لا يستقيم إلا بوجوده على رأس السلطة فيه. لقد فاته بأن العراقيين لا يثقون بأغلب القادة العرب ولا يحترمون كونهم عرباً وإذا ما أضفنا دور القائمة العراقية اللاأبالي من معاناة الجماهير اليومية، والأداء السيئ للكتل السياسية المشاركة في الحكومة نقول لهم:
أولاً: [التعاون والتسامح وليس المواجهة، هو السبيل الوحيد للتقدم والنهوض بالعراق العظيم].
ثانياً: أن السلطة هي مسؤولية ترتعد من هول حساب الله عليها أفئدة الأبرار، تتحول إلى سبيل للسيطرة، والثراء، والترف المدمر الوبيل.
أما التحالف الكردستاني العضو المهم في حكومة المالكي، يحرصون على ضمان مصالحهم القومية، مستفيدين من موقعهم في المجلس النيابي والحكومة والمجلس الرئاسي عليهم أن يتحملوا قسطهم في المسؤولية عن الاخفاقات الحكومة المركزية في المجالات كافة ولا يعفهم من تحمل المسؤولية الجماعية والفردية على أساس كونهم مسؤولون عن إدارة شؤون إقليم كردستان، والملاحظ لم يكن لهم دور من خلال وزرائهم نوابهم في البرلمان الرئيسي متميز للضغط على الحكومة المركزية في معالجة المشاكل الكثيرة التي يواجهها العراقيون فهم جزء مهم وبإمكانهم التصرف بحرص وطني في معالجة الكثير من المشاكل التي يواجهها العراقيون عموماً بكافة أطيافه، ومنها معالجة البطالة والفقر وتفشي الفساد المالي والإداري. وهنا يطرح سؤال ما جدوى وجودهم ومشاركتهم في الحكومة والبرلمان المركزيين إذن؟؟وهل يمكننا القول أن وجودهم أو عدم وجودهم سيّان في واقع الحال اذا استمروا على هذه الحالة؟؟
وليتذكر إخواننا الأكراد أن [المسؤولية أمانة فمن أساء استعمالها او ابتعد عنها خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها؟؟] وهذا ما لم نتمناه أو نتوقعه ولا نشك بانتماء الأكراد للعراق الذي احتضنهم وعاشوا فوق أرضه منذ آلاف السنين.
وعلى الحكومة المركزية أن تكون جادة في تحمل المسؤولية في بناء عراق جديد ديمقراطي متمسكاً بجذوره التي تمتد في عمق التاريخ والتي أعطت للعراقي صفه بأنه لم يخلق على (عجل) فهو يملك طاقة تفوق طاقة أي بشر في العالم، لأن جذوره تمتد في عمق التاريخ، وعليها معالجة السلبيات قبل التحدث عن منجزتها خلال الخمسة سنوات وهنا نسوق بعض الحقائق وهي:
(1) أن عدد الناس دون خط الفقر قد تضخم ليبلغ (10) ملايين مواطن أي 30% في تعداد شعبنا.
(2) ما يصيب الفرد يومياً لا يزيد عن (1400) دينار أي ما يعادل (1) دولار.
(3) هناك (3) ملايين يتيم ويتيمة.
(4) لا يتوفر في أكثر من 50% من المدارس من شروط السلامة ونقص في مقاعد الدراسة والمياه الصالحة للشرب وعدم صلاحية المرافق الصحية ونسبة الهاربين من الدراسة 27% من مجموع التلاميذ في العراق، وغيرها من الأمور تعلم الحكومة بها جيداً.