كتاب" الجِهاد الأَكبر، الحقيقي، أوالصنْدوق السحْري لِجاد " ، تأليف : محمد عمري ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
لِكل مَن يَقرأ هَذِه السُطور عَليه أن يَتيَقن أن القَصد لَم يَكُن دِعاية لِعقيدة أو نَظرِية ما، أنا لاَ أمتَلِك المُؤهِلات المَطلوبة التي هِي مُتَجَسِدة في دُعاة أكُفاء؛ بَل المَقصود هو لِلمُساعَدة على إزالَة الحِجاب الضَبابي الذي يَفصل بيَن الناس و الذي يَزيد المَخاوف و يَجعَل مُصطَلح الجِهاد مَصدَر لِشَتى الهَواجَس إذا لَم يُفهَم على حَقيقَتِه. تِلك الهَواجَس التي يُرَوج لَها بَعض وسائِل الدِعاية المَهموس إليَها مِن طَرَف كِبار القَوم الغَرْبِيين لأِغراض استِعمارِية و حِسابات إستَراتِجية. القِصَّة الرائِعةَ المُختار مِنها بَعض مِن الخِصال المَحمودَة و المُعَطَّرَة بِعَبير أزهار قُرآنية جَعلَت مِن عِلاقَة شيخ مُسلِم بَقال وطِفل يَهودي، نَموذَج في سَبيل الجِهاد الحَقيقي، جِهاد النَفس. تلك العلاقة الودية أعطت الصورَة الحَية و الحَقيقية لِنَشر الإسلام بالمَحَبة و التَسامح، بِلا سيوف و لاَ قَنابل صاروخِيَة. ذَلِك الجِهاد المُتَمَثل في أسمى مَعاني الإنَسانية الكَونِية لِتَجعَل مِن الطَوائِف و الجالِيات فُروع ثُنائِية مِن جَدع أصلي، هي الإنسانِية المُشتَرَكة.
كَم هي رائِعة تلك المَلحمَة عِندَما يتَلاقى رِجال و نِساء، مِن أصول متَفرِقَة، بالصُدفة على ارض بَلد واحد، فَيُساهِمون بِثقافتهم و بِتَقاليدِهم المُتبادلة و الإيجابِية في إثراء التُراث الثقافي و الجَماعي لِذلك البَلد. تِلك التُراث يَصبَح نَسيجا مُتكاملاً و مُتجانِسًا. هَكَذا يَصبَح كُل فَرد له الحَق في العيش الكَريم المُشتَرك، وعَليه واجَب احتِرام أعراف وقَوانين تِلك ألبَلد مَع التَمسُك بِعقيدَته التي يَجعلَها مِثال لِتسامَح و حَسن الخُلق، ذَلِك الجِهاد الأكبَر الحقيقي. لِهذا الغَرض اخْتَرت مِن تِلك القِصّة الرائِعة بَعض مِن السٌلوك الفَضيلَة التي أعطَت مثال من أروم الدَّرَجات الرَّاقِيَة في حُسن الخُلق و في مَعاني جِهاد الَنّفس.
مشاركات المستخدمين