أنت هنا

$5.99
الصلاة الأخيرة

الصلاة الأخيرة

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

تاريخ النشر:

2007

isbn:

978-9953-71-252-9
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " الصلاة الأخيرة " ، تأليف حميد فرين ، ترجمته إلى العربية ميرنا صعب، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2007 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
الموسى بيدٍ والرغوة بالأخرى، وهو يمعن النظرفي نفسه في المرآة. يقترب ثم يبتعد ثم ينحرف وهو يخاتل المرآة، وكأنه يخشى مجابهة الوجه المقابل، وجهه. لم يكن أبداً ليفهم معنى ذلك الاستعداد السخيف والمثير للسخرية، وهو يتحرك جيئة وذهاباً بكثير من الغرابة، قبل أن يجابه نيران الموسى. كان يشبه في شكل من الأشكال، ملاكماً فوق حلبة، وقد انصرف للتسخين والتحمية. أما هو فلم يكن له غير خصم واحد أحد: وجهه المنعكس في المرآة.
فهو بعد أن يضحي بطقسه ويتجـاوزه، ينظر إلى نفسه. فالوجه الذي تعكسه المرآة ذو تقاسيم وملامح متفاوتة وغير متناسقة: الأنف أقنى ومعقوف، العينان جاحظتان قليلاً، الجبهة عريضة، الشفاه عريضة ومكتنزة، الذقن مربع، الشعر كثيف وعصيّ على التسريح فوق الرأس، وهو ما يجعله يبدو وكأنه يخرج للتو من سريره. من هنا كانت قَصّة شعره القصيرة دائماً. يكفيه أن يتأخر في الذهاب إلى الحلاق حتى ينتصب شعره مبعثراً في كل الاتجاهات. ولو أن أحداً، حاول تفكيك ذلك الوجه، لما عثر على ملمح من ملامح أدونيس. غير أن الوجه بمجمله، لا تنقصه الفتنة وسحرها. هناك إغواء خفيٌّ، يطل من ذلك الوجه بملامحه المتعبة، وتقاطيعه المتسعة التي تدل على أرق صاحبها. إنه إغواء عميق لحيٍّ/ مفكر، ولنوع خاص يجمع الفنانين ومثلهم التائهين، والبعض القليل والقليل جداً من الصحافيين الذين جعلوا المهنة عبادة. من القلة القليلة كان حوّاس. لكي يحب أحدهم حواس يجب أن يعرفه ولكي يعرفه يجب أن يحبّه.