أنت هنا

$3.99
الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

الوالهة الحرّى؛ ليلى الأخيلية شاعرة العصر الأموي

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

تبدأ صلتي بهذا الموضوع من رغبتي في التعرّف إلى الأدب النسائيّ، وتتبّع اتجاهاته، ومن ثمّ الوقوف على دور المرأة العربيّة في عصور متعدّدة؛ فقد تضمّن تراثنا العربيّ صورة للمرأة رسمها الرجل فغدت أشبه بالأسطورة، وتضمّن التراث ذاته المرأة الواقع؛ لذلك رأيت أن أكتب عن ليلى الأخيليّة، المرأة الشاعرة، التي عاشت في حقبة من حقب التاريخ العربيّ الإسلاميّ، اشتملت على صراعات سياسيّة وقبليّة ودينيّة واجتماعيّة، وذلك في النصف الأوّل من تاريخ الدولة الأمويّة.
كان لليلى دور سياسيّ قبليّ؛ فوفدت على الخلفاء والأمراء والقادة، وعبّرت عن جانب من موقف قبيلتها - بني عامر- من الصراع الدائر على الحكم، كما كان لها دور اجتماعيّ أدبيّ حين غدت تُهاجي كبار شعراء هذه الحقبة التاريخية أمثال؛ النابغة الجعديّ وتميم بن أُبَي بن مُقبل، واتّصلت كذلك بشعراء آخرين أمثال؛ سوّار بن أوفي وحُميد بن ثور وأوس بن مغراء والعُجير السلولي وغيرهم.
أمّا الدور الاجتماعيّ الأدبيّ الذي قامت به ليلى، فقد تمثّل في صلتها المتينة بالشاعر توبة بن الحميّر الخفاجي الذي أحبّته حبًّا عذريًّا - وكلاهما من قبيلة عامر - ولما مات رثته بحرقة، فشكّلت ظاهرة فريدة من ظواهر الشعر العربيّ، إذ كنّا نجد المرأة العربيّة ترثي أخاها أو أباها أو زوجها أو ابنها، أمّا ليلى فقد رثت حبيبها الذي قتل فطالبت بالثأر له، وخلّدت ذكره في قصائدها، ممّا جعل أحد الباحثين يشكّ في وجود هذه المرأة لاعتقاده أنّ المجتمع العربيّ آنذاك لم يكن ليسمح لامرأة أن تقول مثل هذا الشعر في حبيب لم تكن زوجًا له.
ولعلّ من دواعي الكتابة عن هذه الشاعرة، أنّ المكتبة العربيّة خلت من دراسة جادّة ومستقصية عن حياتها وشعرها، فقد كان يكتب عنها عبر سلاسل عامّة عن نساء العرب أو الإسلام، دون أن تخصّص لها دراسة وافية، كما أنّ قيام الباحثين خليل إبراهيم العطية وجليل العطية سنة 1967م، بجمع ديوانها مع مقدمة ضافية عن حياتها وشعرها، أظهر أنّ ليلى طرقت من الموضوعات الشعريّة ما يصلح لأن يدرس دراسة مستقصية، فقد اشتمل ديوانها على موضوعات متعدّدة منها الرثاء والمدح والهجاء والفخر، فشكّلت مجتمعة مادةً كافية للدرس.

(من مقدمة المؤلفة)