أنت هنا

$1.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
حانة المتنبي

حانة المتنبي

المؤلف:

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2016

isbn:

978-977-4932-19-9
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$1.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

كتاب" حانة المتنبي " ، تأليف : عزيز التميمي ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب : 

لم يكن الوقت بأفضل حال من أشيائي التي أتعبها الوقوف فانهارت في لحظة قسرية ، انهارت في ظهيرة قائظة ، تركت قامات الظلِّ تأكلُ وجهَ الجُدرانِ كالجربِ المستديم ، لم يكن الوقت قد استيقظ بعد ، فهو الساكت والمتوقف عن ممارسة الحركة والتكتكة أسفل زجاجة ساعتي اليدوية منذ الترميم الثالث عشر لدكاكين شارع المتنبي العتيق في ضفة بغداد الشرقية ، أو الرصافة التي ما زالت تلد الحكايات في جيب التمثال المرمري الذي فقد رأسه حينما تهشمت قُربَه قذيفة صاروخية أرسلها طيّار آلي إلى قامة التمثال الذي توقعه أحد المحاربين الأشداء ؛ وربما أحد الإرهابيين ؛ إبان إحدى الحروب التي أمطرت فيها السماء كل شيء : مطر أسود ، مطر رمادي، قطرات الماء، قطرات البنزين الممزوجة بقطرات الموت، قطع السكراب والإسفلت ، قطع أجساد آدمية شوهدت معلقة في أسيجة جسريّ الشهداء والجمهورية ، حتى الحالوب الفضّي المطلي بقشور المنِّ والسلوى غطَّى الساحات العامة والدروب الملتفة في جسد المدينة الدائرية.

يُقال إن سوق هرج امتلأ بأحذية رعاة البقر في تلك الليلة الصاخبة التي هرب فيها تمثال الرصافي من قلب الساحة وبقي متخفيًا في أدغال شاطئ دجلة حتى الهزيع الأخير من تلك الليلة الرمضانية التي امتزجت فيها أحاديث كل صنوف الرجال من أبطال السوق وسادة الجدران ومرتادي المرابع الليلية وحتى الحوذية وكذّابي مقاهي شارعي الرشيد والسعدون... منذ ذلك الحين والوقت في صندوق ساعتي يختفي في النهار ويظهر في الليل ، تمامًا كرأس التمثال الأصلع الذي يختفي في النهار ثم يعود لينتصب فوق كتفي الجسد المنتفخ ليلاً ، ولعبة الاختفاء القذرة هذه لم تدفع بالوقت خارج نقطة الوقوف ، بل تكرس في كل عودة الوقوف حيث الطين والطلاء يترك أخاديدَ مملوءةً بالرماد والعتم الذي يحكي تاريخ الأشياء المؤنسنة وغير المؤنسنة في ذاكرة ضربها فايروس النسيان فأوحت لتأسيس المدينة بهذا الشكل لتحقق هدفين أساسيين : إطالة أمد الحرب ، وإطالة يد اللصوص.