أنت هنا

قراءة كتاب حديقة الأموات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حديقة الأموات

حديقة الأموات

رواية "حديقة الأموات" الثالثة للأديب شحادة، تدور أحداثها حول رجل مسيحي يدعى فايز الحلاق، وهو في الستين من عمره، يغادر مدينته الناصرة بعد اكتشافه لخيانة زوجته وملاحقتها له بواسطة عشاقها، ليقيم في مقبرة إسلامية قديمة في مدينة القدس، يحاول أثناء وجوده في القدس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 4
لم يدر لماذا أحس َّ عندها ببعض الضيق ,أهوَ شعوره بالغربة ِ ؟ أم أحساسه بالضياع ؟ وكأنه ُمقطوع ٌ من شجرة.. لماذا هذا الشعور يفاجئه كرصاصة ٍ طائشة ٍ تصيبه ُ في صدره , أطلقها صياد ٌ وهو َ يلاحق ُ طيور الحجل , أو الغزلان البرية , مع أنه ُ أخذ يشعر في المدة ِ الأخيرة ِ , ببعض الراحةِ ,بعد أنتقاله ِ إلى القدس ,هربا ً من كثرة ِ المشاكل مع زوجته القاسية اللعوب , أو بالأصح العاهرة, بعد أن تطلـّقَ منها بعد جهد ٍوتعبٍ ومقابلاتٍ ومحاكمات ٍ كنسية ٍ ومدنية , ٍ وسجون . . ثلاثة أعوامٍ قضاها في السجون , وكأنه قاتل ٍ مأجور , بعد أن رمته ُ فيها ,لتعاشر َ من تشاء وتضاجع من تشاء . ورغم ذلك لاحقته ُ حتـّى هربَ أخيرا ًمنها ومن عشـّاقها إلى هنا . أخذ َ يهز ُّ رأسه ِ كخروف ٍ أرعن .. إنه إلى الآن لا يعرف ُ لماذا خانته ُ زوجته الثانية , وهل يجب أن يعرف ماذا في رؤوس الآخرين ؟ فمن الناحية ِ الأجتماعية ِ هو معروف ٌ كإنسان ٍ محترم ٍ مستقيم ٍ وحلاق ٍ ماهر , لا يعتدي على أحد , ومقبول ً أيضا ً من الناحية ِ الجسدية , فليس عنده أيـَّة ِ عاهة ٍ خلقية ٍ أو جسمانية , جميل الوجه ممشوق القوام , قوي البنية , نقطة ضعفه في أنفه الكبيرٌ بعض الشيء بفتحتيه العريضتين ,فقد كان يعكـِّرَ جمال هذا الوجه , واكتمال جمال رجولته .. أمـَّا من الناحية المالية ِ فكان لديها من المال أكثر منه , ومن الناحية الجنسية ِ , كان يضاجعها مرتين وربما ثلاث مرات أحيانا ً في الأسبوع ,كان يلاطفها ويقبلها ويضمها إلى صدره بحنان ٍ ولهفة , ويداعبها ويناغشها , وعندما كان يشعر أنها أ ُثيرت واستعدت للقائه يميل معها وبها ويمارسان الحب بكل قوة , كانت تجاريه في الجنس بدلال ٍ مع استمتاع ٍ كامل ٍ ,ولهفة وتشوّ ُق ٍ من كلا الجانبين , كان ينتبه في أغلب الأحيان إلى رغبتها القوية في ممارسة الجنس , ولكن ليس إلى درجة الأبتذال .. كانا في نهايات الأسبوع يسافران ِ إلى أماكن مختلفة ٍ في نزه ٍ تستغرق ُ النهار َ كله , ويأكلان في أفضل ِ المطاعم , وفي بعض الأحيان يعودان في المساء , وما كان في منظرها أو تصرفاتها ما يد ُّل ُ على أنها إنسانة ٌ شـَبـِقـَة , ومع كل ِّ هذا كانت تخونه ُ مع أكثر من شخص ٍ واحد , الشائعات وتلميحات المعارف والناس , لاحقته وعكرت عليه حياته لدرجة أنه صار يسير في شوارع المدينة ويحدث نفسه كالمجانين , وفي بعض الأحيان كان ينتبه إلى نفسه , فيلتفت يمينا ً ويسارا ً ليرى إذا انتبه أحد المارين عليه أو سمعه وهو يكلم نفسه , أحقا ً سيجن ُّ ؟ خصوصا ً أنه لم يلحظ منها أي تصرف ٍ مشين , ومع هذا ؟ .. أيستطيع الأنسان أن يخفي مشاعره ُ إلى هذا الحد ؟ أم يستطيع أن يعيش بوجهين ؟ أكانت مثل دكتور جيكل ومستر هايد؟ أم كان ساذجا ً وغبيا ً إلى حد ِّ العَبـَط ؟ أم كما يقول المثل "الزوج آخرَ من يعلم " ؟ كل هذه الأمورلم يعرفها أو يجد لها تفسيرا ً , حتـَّى بعد أن قر َّر أن يصارحها بشكوكه , ويطلب منها أن تعترف له بالحقيقة , قر َّر ان يحاول معها بطريقة المصارحة المياشرة , علـَّه ُ يستطيع أن يعرف شيئا ًكي يستريح .. ففي مساء احد الايام وهما يرتشفان القهوة فاجأها بسؤاله ..
 
ـــ هل أنت سعيدة ٌ معي يا ناديا ؟

الصفحات