أنت هنا

قراءة كتاب حديقة الأموات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حديقة الأموات

حديقة الأموات

رواية "حديقة الأموات" الثالثة للأديب شحادة، تدور أحداثها حول رجل مسيحي يدعى فايز الحلاق، وهو في الستين من عمره، يغادر مدينته الناصرة بعد اكتشافه لخيانة زوجته وملاحقتها له بواسطة عشاقها، ليقيم في مقبرة إسلامية قديمة في مدينة القدس، يحاول أثناء وجوده في القدس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 10
أخذت بعد ذلك تعاشر مرغمة الواحد منهم أسبوعا ً و تعاشر ألآآخر في الأسبوع الذي يليه ,, في أول الأمر كانت خائفة ومرغمة , لكن بعد مدة صارت تستمتع بالأمر , وصارت تطلبه , ولم تعد تستطيع الإستغناء عنه .. لقد نجحوا من أجل شهوتهم المحرمة , في جعلها مدمنة جنس , وفي سبيل تنفيذ نزواتهم , حطموا حياتها ومستقبلها .... بعد ذلك قررت أن تنجح في حياتها العملية , فصبـَّت كلّ جهدها وذكائها في دروسها وعملها محاولة إثبات أنها إ نسانة قوية وسوية , وأصبحت ممرضة ماهرة ومعروفة , وارتفع تبعا ً لذلك أجرها ومركزها المهني , وعـُيـِّنت مسؤولة على الممرضات في أحد أقسام المستشفى , إلى حين حدثوها عن رغبة فايز بالزواج منها ...فكرت بالأمر وبأنها ممكن أن تعيش كغيرها من النساء وأن يصبح عندها بيت ٌ وزوج ٌ وأبناء , وبعد أن عرفت عن العريس ما تريد معرفته , وتعرَّفت عليه شخصيا ً ,وافقت على الزواج منه ,لكنها لم تستطع التحرر من عاداتها السيئة , أو تتخلص من شبقها الجنسي .. وهكذا وجدت نفسها بلا زوج ٍ من جديد .....
 
***
 
تابع فايز سيره بعد أن صحا من أفكاره التي ما زالت تنغـَصُ عليه حياته , المـُشوَّشة ِ أصلا ً .. الجو يميل إلى البرودة رغم شهر حزيران الصيفيّ , لكنَّ المكان الذي يسكنه لا يوصف , لجماله وهدوئه , فالأشجار تحيط بالمقبرة في أغلب جوانبها ,والأعشاب والأشواك متناثرة ٌ هنا وهناك , وبعض الأزهار مختلفة الأنواع مشرقةٌ بألوانها الزاهية وأريجها المنعش , الذي ينعش النفس أو ربما يوهم الأنسان بالأنتعاش , كغيره من مباهج الحياة .. أما هوَ فقد سلبت منه زوجته الثانية أوهامه , كما سلبت ماله وبيته ُ ....
 
كانت الأزهار مرتبة ً ومهذبة ًٌ مما يدل على أن هناك من يرعاها ويهتم بها . والأهم من كلِّ هذا , سكان هذي الحديقة ِ( المقبرة) فالأموات لا يزعجون أحدا ً , لا يتخاصمون ولا يفتعلون المشاكل كالأحياء , ولا يحقدون على بعضهم البعض .. بل العكس هو الصحيح , فالأحياء يعتدون عليهم وعلى المقبرة أيضا ً,كما يعتدون على كل ِّ شيء , فهناك المدمنون على المخدرات , وهناك أيضا ً المدمنون على المشروبات الروحية والعاهرات والشواذ من الرجال , كان الله بعون هذا المكان المقدس وهذه المقبرة صاحبة التاريخ العريق . . والواقع أنها لم تعد تـُستـَعمل كمقبرة , ففيها قبورٌ هنا وهناك , كشجيرات الصحراء , وقد جار عليها الزمن .منذ أيام الأنتداب البريطاني , حيث اقتطعت السلطات البريطانية قطعة ً لابأس بها , بحجة بناء معسكر ٍ لجنودها , كما بنت في قطعة ٍ أخرى بعض البيوت لضباطها .. وبعد احتلال إسرائبل , لكل ِّ الأراضي الفلسطينية سنة ـ1967 ـ تابعت السلطات الأسرائيلية ,اقتطاع أجزاء ٍ أخرى بشتى الحجج ِ والقوانين ـ بل ربما كان الأنجليز قد بدأوا الأمر بترتيب مع اليهود ـ فتارة ً لشق شارع ٍ جديد ٍ, وتارة ً أخرى لأقامة حديقة ٍ عامة ,كأنها قطعة قماش يقطـِّعونها على مزاجهم . عدا عن إعتداءات الجيران اليهود , بتوسيع بيوتهم على حساب أرض المقبرة , حتـّى لم يتبق َّ منها سوى أربعة ِ أو خمسة ِ دونمات بعدما كانت تمتدّ ُ على مئآت الدونمات ...

الصفحات