أنت هنا

قراءة كتاب حديقة الأموات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حديقة الأموات

حديقة الأموات

رواية "حديقة الأموات" الثالثة للأديب شحادة، تدور أحداثها حول رجل مسيحي يدعى فايز الحلاق، وهو في الستين من عمره، يغادر مدينته الناصرة بعد اكتشافه لخيانة زوجته وملاحقتها له بواسطة عشاقها، ليقيم في مقبرة إسلامية قديمة في مدينة القدس، يحاول أثناء وجوده في القدس

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة كل شيء
الصفحة رقم: 8
بقيت ناديا جالسة ً لوحدها في غرفة الجلوس في بيتهم الصغير , تفكر كيف تطورت الأمور بينهما بهذه السرعة وإلى هذا الحد ...أيعودان إلى بعض , أم ان ما حدث لا رجعة فيه ؟ ..كلوح زجاج ٍ أنكسر ولن يعود إلى الإلتحام مرة ً أخرى ...كانت سعيدة معه هي لا تنكر ذلك ..وكانا يعيشان بسلام ٍ ووئام ... لماذا لم تكذب عليه ؟ لماذا لم تتهرب من الإجابة و بطريقة المراوغة النسائية؟ وحركات الدلال المعهودة ؟
 
كان سيعرف آجلا ً أم عاجلا ً ....وسألت نفسها بهدوء : لما ذا تحب الرجال إلى هذا الحد ..إنها لا تحبهم ..إنها تحب المضاجعة , فهي لا تحس بلهفة ٍ عاطفية مع أي ٍ منهم أو تشعر برغبة إلى إرتباط ٍ شبه دائم ٍ معهم , كل ما تحس به هو رغبتها الشديدة بالجماع , وفي بعض الايام , خصوصا ً قبل أن يحين موعد عادتها الشهرية بثلاثة أو أربعة أيام .. تصيبها حالة من الهيجان الجنسي فتحس أن جسمها كلـُّه يغلي بدماء الرغبة , واعصابها تنتفض كبراكين تحاول الأنفجار , وأن دقات قلبها تقرع كطبول ٍ إفريقبة , وأنها ستختنق إذا لم تنم مع أ يّ ِ رجل ٍ ٍليفجر براكينها من الداخل وان ثقل جسمه فوقها سيريح أعصابها , وأن ممارستها للجنس ستطفئ ُ النيران المشتعلة في شرايينها , ....تبقى هكذا حتـَّى تمارس الجنس , تستمتع وتستريح ... أنه نوع ُ من الإدمان , تماما ً كمن يتعاطى المخدرات .. لو عرف زوجها بحالتها , ربما غفر لها , لكنها الأنانية وحب التملك لدى الرجل , وممارسة سطوته هي التي تقرر في هذه الحالات ... كانت تتعرف على شخص معيـَّن , تعاشره أسبوعا ً أو أسبوعيَن على الأكثر , لتتركه وتتعرف على غيره ....
 
كانت ناديا البنت الوسطى لعائلة محافظة ٍ متوسطة الحال وكثيرة الأولاد , أدخلها أهلها لتعمل وتتعلم التمريض في أحد المستشفيات وأيضا ً تنام هناك في سكن ٍ معد ٍ لذلك لم تكن تتجاوز الخامسة عشرة , فتاة صغيرة ٌ لا بأس بجمالها ,وجهها مستديرأبيض كباقي جسمها , فمها صغير ٌ كذلك أذنيها ,لكن شفتيها ممتلئتين , شعرها مجعد بعض الشيء , فتاة نقية متواضعة تنقصها الخبرة ومعرفة الناس والحياة و تنقصها التجارب والثقة بالنفس , لاسند يعينها في هذا الجو الجديد , ولا أبٌ أو أم ُ يهتم بها ويحافظ عليها , كفراشة خرجت لتوها من شرنقتها .. وهناك وقعت في براثن مجموعة ٍ من الممرضين الأشقياء الذين كانوا قد كو َّنوا فيما بينهم فريقا ً مهمته اصطياد الممرضات الجديدات الصغيرات , واغتصابهن وإجبارهن على ممارسة الحب حين يحلو ذلك لأحد هؤلاء ِ الممرضين , وهكذا ولسوء حظ ناديا وقعت بين براثنهم ... مصيدة من إناء بلـُّوريٍّ شفاف مليء ٍ

الصفحات