ديوان "الصلاة الأخيرة على باب الكنيسة" يتضمن مواضيع متنوعة، كعلاقة الشعر بالإنسان، وعلاقته بنفسه والمكان، واعتمدت القصائد بشكل أساسي في غالبيتها على الحوار بين الشخصيات.
أنت هنا
قراءة كتاب الصلاة الأخيرة على باب الكنيسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الصلاة الأخيرة على باب الكنيسة
الصفحة رقم: 2
في حانةِ الغرباءِ تكتشفُ الحبيبةُ أنّها لم تُمضِ ما يكفي
من الأحلامِ والأوهامِ،
والوقتُ انتهى لتعيدَ ما قد ضاعَ،
والوقتُ انتهى ليحملقَ الحبُّ الخفيفُ بها
هي الأمواجُ ترفعها،
هي الأمواجُ تنزلها،
هي الأمواج تشعلها وتطفئها،
هو الموجُ البعيدُ يطلُّ، موج الحبِّ
والوقتُ انتهى لتحبَّ ثانيةً
تصيحُ بكلِّ شهوتها : كأنّكِ يا رياحُ غدرتِني وقتلتِ فيَّ الموتَ·
يفضحها التوتّرُ في أصابعها، وتربكها عيون الحائرينَ هُنا
وقد نسيتْ مِزاجَ الحبِّ في الطرقاتِ، قبلَ وقوعِها في حانةِ الغرباءِ
قبلَ وقوعِ لهفتها على ماضٍ تلاشى في الضبابِ
وحاضرٍ ملءَ الغيابِ، كأنّها اتخذتْ تخيّلها؛
لتوقعَ ظلّها في الفخِ قبلَ وقوعِها·\\
في حانة الغرباءِ، تنعكس المصابيحُ القديمةُ في الكؤوس،
ونشتهي قَمَرا يصيبُ الحالمينَ برعشةِ الغرباء،
لم أجدِ الهويّة بعدُ، أرهقني التشرّد حينَ أفقدني التمرّدُ كلّ أحلامِ الطفولةِ
لم أجد وطنا لأسكنهُ سوى بيتٍ من الشعرِ الذي فاضتْ أسامينا عليه·
أفيضُ حبّا حينَ يفضحني البنفسجُ كلّما كتبوا على القبرِ الرخاميّ الصغير : هُنا الشهيدُ
وكلّما كتبوا سيتبعهُ الوليدُ·