أنت هنا

قراءة كتاب أصل الهوى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أصل الهوى

أصل الهوى

رواية "أصل الهوى"؛ قالت له، بعدما اغتسلت وارتدت ملابسها بسرعة، إنها سترجع إلى طليقها، فهذا أفضل لها ولطلفها. سيغادران إلى عمّـان قبل الحرب ومنها إلى الولايات المتحدة، فطليقها يحمل الجنسية الأمريكية.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
غابت ماري في الحمام طويلاً· هرع الفتى الأشقر نحو ساحرته ملقيًا برأسه الصغير على صدرها، داعكًا وجنتيه الغضتيْن في لحاف ثدييها السميك· بضآلته المفرطة وضخامتها الهائلة، حيث ضاقت الشاشة بزوائدها الجسدية، كان يمكن أن تفترسه· فرد ذراعيه فلم تلتفا حولها بالكامل· ضحكتْ باستهزاء· قهقهتْ، ملقيةً رأسها إلى الوراء، فسدّ فمها المشرع الشاشة، وبانت أسنانها التي كسا السواد قسمًا كبيرًا منها· تشمّم الفتى رقبتها وشحمة أذنها التي تدلى منها قرط كريستالي كبير كثريّا فدفعته بذراعها وطرحته على السرير· حاول أن ينهض فدفشته بيدها القوية ثانية، ليسقط جسده على السرير بارتداد أعظم· لم تنتظر أن ينهض ثانية· أنزلتْ سحاب بنطلونه الجينز· وقف حيوانه كزنبرك ظل مضغوطًا لزمن في صندوق معتم· رجرجته في يدها ثم عصرته· ضغطتْ ببطء، ضغطتْ بقوة ثم أرختْ قبضتها· أسلم الفتى المنطرح على السرير عينيه الشقراوين المحمرتين، من الاشتهاء المدرك في غالب الأوقات بالعادة السرية، لنصف إغماضة· بدا عاشقًا، راغبًا خمسينيته بشغف أصيل، أصالة الأشياء الأولى والتجارب الأولى المفاجئة والممتعة رغم بدائيتها· كان يمكن جدًا أن تكون قد تولدتْ لديه مشاعر رومانسية في غير موقعها· كان مضحكًا ومثيرًا للشفقة· إذ تخدّر جسده، أخذتْ الساحرة حيوانه، في فمها، تلوكه بشراهة، وسط تداخل خوارها المسرحيّ مع تأوّهاته الطفلة، وحشرجات قوائم السرير الحديدية·
سمع صوت باب الثلاجة في المطبخ يُفتح ويصفق بعنف، تبعه صوت تنفس الصودا عند فتح علبة مشروب غازي· عادت ماري إلى كنبتها في الصالون مرتديةً هيئة مرتاحة أكثر، تعبّ من علبة كوكا كولا· استنتجتْ أنها لن تلحق بكل زبائنها، مستسلمةً، دون تبرّم كثير، في آخر الأمر لشروطه· كرهها، لأنها خلعتْ تحفّظها، تشرب الكوكا كولا الباردة بمزمزة، وكره أكثر أن تعبّر رغبته عن نفسها فيه بإلحاح، محاولاً قدر المستطاع أن يستبطئ انتصابه الملحّ عليه· صعدتْ الرغبة من ساقيه إلى ريقه الذي جفّ· التفت إلى ماري· كانت قد خلعتْ صندلها ورفعتْ ساقيها على الطربيزة، متحرّرة من يقظتها ووعيها بعلاقتها بالمكان، متخفّفة من يباسها الأول، شبه مستلقية على الكنبة، بعلبة الكوكا كولا الفارغة تتأرجح في يدها· صفرة وجهها التي بلغتْ أشدّها مع إخراج الساحرة الخمسينية لسانها انحسرتْ· كأنها نعسانة، أو تقاوم ارتخاءً لذيذًا، لا بدّ وأنه حاصل بعد القيام بمجهود عظيم· استأذنها في مغادرة الصالون· لم تلتفت له· كانت تتابع باهتمام غير متوقّع سحر الخمسينيّة الأسود يفعل فعله بالفتى الذي انكمش أكثر بينما ابتلعه موج الغيبوبة·

الصفحات