أنت هنا

قراءة كتاب الأعمال القصصية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأعمال القصصية

الأعمال القصصية

"الأعمال القصصية"؛ رغم ان بعض هذه المجاميع الست التي يضمها المجلد قد طبع أكثر من مرة سواء في بغداد أو بيروت أو دمشق أو القاهرة فإن طبعاتها قد نفذت كلها وأصبح العثور على نسخة منها أمرا متعذرا·

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
ها أنت تسعل، ياويحي! إنك تمد رجليك في قبرك، سأنتهي معك (أيها الشقي الغامض الصامت حتى لو تحدثت بغزارة) أيها المهجور كباب دار عافها أهلها بعد جفاف·
 
تتثاءب ثم تربت على صدرك، وتعود لتقلب صفحات مجلة ملونة وتتوقف عند صورة لحورية تحررت من أمواج البحر ووقفت عارية تبتسم، وكانت بقايا المياه المالحة تلمع على جسدها الفاتن، وتبدو في عينيك سحابة الغموض تلك التي أستطيع التقاطها في اللحظات التي يطلب فيها منك إعطاء قرارك الأخير بشيء واجهته، ورأيت الجوع في عينيك أيضا، ما دمت هكذا فلم لا تشدني إليك وتذبحني على صدرك؟! علني أعرف حقيقتك وأنت بين يدي، أية قوة وأي ضعف ستبديهما آنذاك؟
 
ويأتي صوبنا صاحبك كريم فتبتسم له فتبتسم له ويبدو وجهك كالرجل الضاحك في شعار الممثلين، فأود لو أصفعك، أصر على أسناني وأشتمك في داخلي، ولكنك تغتال رغبتي بنهوضك وامتدادك الصنمي فأرى نفسي بجانبك ضئيلة زائدة، ثم تصافح يده وتجلسان سوية ليقول لك:
 
- لو لم أرك اليوم لبكيت، أستطيع أن أملأ هذا القدح بدموع الشوق إليك، وقد تركت لك رسالة قصيرة في المقهى هل وصلتك؟
 
- أنت تزداد سخفا، لقد قرأت ثرثرة متناهية!
 
- عليك أن تباركني إذا استطعت أن أجيد شيئا بعد كل الفشل المتعاقب·
 
- لكنه شيء غير مهم؟
 
- ......
 
- نحن نماذج طيبة للبشر الملوثين
 
- وأنت الرأس
 
ثم ضحكتما وبدأتما التدخين، وأنا أنقل بصري الكليل من إحدكما إلى الآخر، وأهملتماني تماما وأحست بأني فائضة عن الحاجة لكنني بقيت مسحورة·
 
كم أحسد كريما هذا لأنه أكثر قربا مني إليك فأنت تحدثه بعري واندماج لا تفعلهما معي، وتجشأ كريم وأنا أرى الغبار يسبت على شعره المجعد ووجهه يزداد صفرة من التبغ والأرق، وقد حاولت من قبل أن أغامر معه، لكنه جاف جدا تحبه فتاة أعرفها يركلها بحذائه ويشتم أجدادها أمام الله والناس، وقد سخر مني منذ أول مرة حدثته فيها ولكنك بوجهك الخشبي لم تنهرني ولم تطردني، أنت لن تحبني بالمعنى الذي أريده ولي بعض العزاء في أنك لن تحب أخرى، وكل اللواتي عرفنك قبلي بدأن يشتمنك عند ورود اسمك، أنفقن أيامهن في صداع متواصل سرعان ما تحررن منه ووحدي الضعيفة التي بقيت تجري وراءك·

الصفحات