أنت هنا

قراءة كتاب الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

تدوين الرحلة حفظ لذاكرة الحدث وللتفاصيل التي لا تستعاد، وأرشفة لتخليد اللحظة المعاشة. والكتابة عن البلدان والناس والأماكن والشوارع والمقاهي والمحطات كتابة قديمة قدم الإنسان لارتباطها بدهشة الاكتشاف الأول للآخر والمجهول.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
في هذه السياحية المكانية والزمانية، ومن فضاءاتها استلهمت العديد من قصائدي وكتبي، ولم يكن هذا الكتاب هو الثمرة الوحيدة لها بل إن مسرحية قتيلة ودمنة شرعت في كتابتها في طنجة التي أسرت بسحرها وبموقعها المتفرد الكثير من الكتاب، وألهمتهم التمرد والكتب! ويبدو أن طنجة الملهمة قد أثّرت بي تأثيرا عميقا أنا أيضا! حتى تمنيت لو أملك قلبا دائما في طنجة، أعني بيتا قبالة الأندلس تماما!
 
وبخصوص هؤلاء الأعلام الذين وقعوا في عشق طنجة، فقد صدر أخيرا كتاب عن حلقة رواة طنجة، وفيه يتحدث الكاتب الجامعي المغربي عن بعض الكتّاب من رواة طنجة وهم: بول باولز، العربي العياشي، محمد المرابط ومحمد شكري· لكن أيامي في طنجة لا تؤهلني بالطبع لمنافسة هؤلاء الذين عاشوا في أسرارها سنوات طويلة، وإن كنت أغبطهم على ذلك الانغماس اللذيذ بالمكان!
 
ومن أشهر كتّاب طنجة، الذين عاشوا وماتوا فيها أيضا، الفرنسي جون جينيه· لا أدري إن كنت قد استلهمت تراث طنجة الكتابي، لكنني متأكد من أنه لم يؤثر بي مكان في حياتي مثل طنجة· ففي طنجة يستدعي المرء آلاف الحوادث التاريخية· وفيها يقترب الجسد العربي من نهايته ليحاذي الجسد الأوروبي! بل يكاد يلامس كتفه!
 
ونحن العرب للأندلس لدينا مكانة خاصة لذا يصبح هذا الممر والمعبر إليها ذا أهمية نفسية···· حزينة!
 
أعترف الآن بأنني عندما قرأت كتابي السجينة لـ مليكة أوفقير و حدائق الملك لـ فاطمة أوفقير اهتز المكان والزمان داخلي، بل إن هذين الكتابين قد أحدثا داخلي زلزالا عميقا، وانجرحت العلاقة الساذجة الأولى مع المغرب· ولقد بقيت مدة طويلة بعد قراءتي لهذين الكتابين، مثلما حدث لكل من قرأهما، تحت تأثيرهما الطاغي في كل مرة كنت أستدعي المغرب· قصة هذه العائلة المنكوبة، مثال على تراجيديا المواطن في بلادنا حيث يبلغ الألم مداه· هل كانت هذه العائلة ضحية الأب الذي يتهمه خصومه بتذويب المهدي بن بركة بالأسيد؟! النظام؟! أم الزمان والمكان معا!؟
 
عموما قضية بن بركة وأوفقير والسجناء المختفين أثّرت للأسف الشديد على صورة المغرب كبلد التسامح والتعايش، التاريخ والآثار والمدن العتيقة· ونرجو أن لا يطول الوقت لنرى أزمنة مختلفة في هذا البلد·

الصفحات