أنت هنا

قراءة كتاب الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

تدوين الرحلة حفظ لذاكرة الحدث وللتفاصيل التي لا تستعاد، وأرشفة لتخليد اللحظة المعاشة. والكتابة عن البلدان والناس والأماكن والشوارع والمقاهي والمحطات كتابة قديمة قدم الإنسان لارتباطها بدهشة الاكتشاف الأول للآخر والمجهول.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
الخروج من جنيف
 
الخميس 11/4/1996
 
استيقظنا هذا الصباح في الساعة السادسة، على صوت الأذان الصناعي!
 
المؤذن كان فوق رأسي مباشرة، تم تعليقه حتى لا تصل إليه أياد غير مرغوب فيها·
 
صليت الصبح ثم تمددت قليلا أتلو أذكار الصباح، ريثما تتفتّح سريعا ساعة السابعة صباحا· تفتّحت فتناولنا إفطارنا في السابعة والربع:
 
جبن، شاي، زبدة، وقهوة بالحليب والخبز المحمص·
 
وجبة إفطار كلاسيكية لكنها تمنح المرء حيوية في هذا الوقت من الصباح·
 
في الثامنة نزلت إلى البريد، كان لا بد من تصوير بعض الأوراق وإرسال بعض الرسائل: رسالة إلى الجامعة أطلب فيها إتمام عملية المعادلة لشهادة الماجستير، وأخرى إلى عمي في الكويت، أرفقت معها صورة لعائشة باللباس الكويتي القديم، كان هدية من عمتها في الكويت· لباس التقاليد المتمثلة بـ بخنق + ثوب كويتي قديم مطرز كان سيمنحها هوية ضائعة لبعض الوقت!!
 
كان الجو منعشا، لا شمس، لكن لا غيم أيضا، بدأ هذا الصباح في منتصف اليوم، الشوارع ربع مزدحمة ولا يزال عالقا بها سبات قليل من بارحة متفحمة·
 
رجعت سريعا إلى المنزل، هناك كان كل شيء قد اختبأ في الحقائب، حتى قلبي· استدعينا التاكسي، كان أسرع من البرق أمام باب البناية: سد الطريق·· السائقون بعيون الصباح يعربدون، يتمخترون بخدود من الليلة الفائتة····· لا ردة فعل، حتى سائق التاكسي، كان شيئا يدعو إلى الغرابة، فالناس في الستين يصبح الكلام من أولوياتهم الصباحية، بل دروسا صباحية مقررة ينفثونها في الهواء··· غير أن سائقنا كان استثناء نادرا في جنيف، وهذا بحد ذاته كان بالنسبة لي مؤشرا على يوم سعيد بلا شك· وضعت الحقائب في صندوق السيارة المشروخ بفعل فاعل خير! لم أرض أن يحمل هو الحقائب، حملتها، حقائب بدائية بالإضافة إلى حقيبة ظهر، وحقيبة شخصية لا تتمتع بأي مزية استثنائية، ناهيك عن أن سمعتها سيئة للغاية!!
 
عائشة
 
أمها
 
أنا،
 
انطلقت السيارة··· ببرود أعصاب وبرودة الطقس!

الصفحات