أنت هنا

قراءة كتاب الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

الأبيض والأخضر.. رحلة في أسرار المكان والزمان في المغرب

تدوين الرحلة حفظ لذاكرة الحدث وللتفاصيل التي لا تستعاد، وأرشفة لتخليد اللحظة المعاشة. والكتابة عن البلدان والناس والأماكن والشوارع والمقاهي والمحطات كتابة قديمة قدم الإنسان لارتباطها بدهشة الاكتشاف الأول للآخر والمجهول.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
فهذه المرة سنتمتّع بخدمة متميزة! فوجود طفل معنا، أي عائشة، منحنا ميزة الدخول إلى الطائرة أولا، وهذه والحق يقال من كرامات عائشة التي بدأت تظهر مبكرا جدا!!(2) إذ هذه كانت المرة الأولى التي أكون فيها أول الداخلين إلى الطائرة!! أول راكب على الإطلاق······
 
- متعة
 
ثم في الحادية عشرة صباحا و21 دقيقة بدأت الطائرة بالتحرك·
 
طلبت قبلها صحيفة اللوموند إذ كنت قد نسيت صحيفتي المفضّلة جورنال دو جنيف في قاعة الانتظار!
 
ربطنا الأحزمة، أقلعت الطائرة، يا للإقلاع، آه···· نعم، الإقلاع من الأرض إلى السماء· لو أن لقلبي محركات نفاثة، لطار هو الآخر، لن أدفع عنه أرضية للمطار، أعني لقلبي!
 
في الطائرة الركاب من كل جنس، من شرق آسيا وحتى أمريكا اللاتينية، مرورا بالطبع بمغتربين من أصحاب الملامح غير المحددة جراء تباشير العولمة! رأساً لرأس، لونا للون، الجميع منحشرون في هذه العلبة الجميلة: الطائرة·
 
الطائرة الآن تحرق السحاب، مطب جوي خفيف، ثم ارتفعنا فوق السحاب، يا للسحاب يا لصنع الله··· سبحان الله· ما هذا العالم الأبيض، مثل الثلج، ندف من الثلج معلقة في الهواء، من علّقها ها هنا؟!
 
تركنا جنيف بين الجبال في تلك الوهدة التي لطالما تسببت في صداع مستمر لكثير من الناس، كيف يقف هذا السحاب؟ كيف يمشي·· بعكازين؟! بكرسي متحرك؟ على ظهر من؟ على متن أية طائرة مدنية، أين يذهب في الليل هذا السحاب المسخّر؟
 
إنها الظهيرة تماما، بلا تأخير تقريبا هذه المرة عن أمس، حلّت الظهيرة بنا أمس في موعدها المتفق عليه مسبقا، لا تطمئنوا كثيرا لذلك، مرات عديدة جاءت الظهيرة قبل موعدها، في التاسعة صباحا! ومرات أخرى بعد موعدها····· تأتي مثلا في الثالثة عصرا، قلة انضباط مدهشة في مواعيد الشمس·······
 
ثم ما هذا السحاب؟ من هنا ينزل المطر على رؤوسنا، وأحلامنا وهامات قلوبنا المقرفصة·
 
- طيب····· كنت أعتقد أنه يأتي من أعلى من ذلك؟
 
الآن صرنا فوق المطر، المطر تحتنا····· من سيصدق ذلك؟
 
عندما سألتقي أمي سأحكي لها عن المطر الذي كان تحتنا؟! لن تصدق·····!؟

الصفحات