أنت هنا

قراءة كتاب الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

الموسيقى العربية والأفريقية وأثرهما في موسيقى العالم

إن تطور الفن من رسم ثابت على كهوف العصر الحجري، إلى الصور المتحركة على الشاشات المرئية والخيالة، وأشرطة العرض "الفيديو". ومن الدراما اليونانية ذات المسرح المستدير، إلى الدراما الإذاعية المسموعة والمرئية .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 10

وجاء في آخر الرسالة:
"... وقد زودت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص ...".
من خادمكم المطيع
(جورج الثاني)
ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج
ويذكر المؤرخون أن البعثات توالت على الأندلس بعد دخول زرياب إليها بما لا يزيد عن عشرة أعوام حتى بلغ عدد الموفدين لتلقى العلم (700) سبعمائة طالب وطالبة من أسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وتعتبر شخصية زرياب اعظم شخصية في عصره بالأندلس، وكذلك (يحيى بن يحيى) فقد كان لهما اثر كبير في التقدم الحضاري الذي وصلت إليه الأندلس.
وتخرج من معهد زرياب للموسيقى عدد كبير من إعلام الطرب أما من أولاده فقد تخرج أربعة فقط وهم: عبد الرحمن وعبد الله ومحمد وقاسم وابنتاه علية وحمدونة واشتغلوا بالفن، وتزوجت حمدونة أحد وزراء الدولة.
وكان ابنه عبد الرحمن قريبا من مكانة والده ولكن غروره واعتزازه الزائد بنفسه لم يوصله لشيء !!
وارتفعت مكانة زرياب اكثر عندما بدا طلبته يتحولون إلى مدرسين ومدرسات يعلمن الأحرار من نساء الأندلس تلك الفنون في حشمة ووقار، واقبل الناس على دراسة العلوم الموسيقية.
وانتشرت المعاهد الموسيقية في اشبيليا وطليطلة وبلنسية وغرناطة، وغيرها من أرجاء البلاد.
وظهرت أنواع جديدة من الغناء وهى الموشحات والأزجال واشتهرت اشبيليا بصناعة الآلات الموسيقية وتصديرها للخارج.
وكان ذلك كله بفضل عربي، تمكن وحده من غزو العالم خلال فترة قصيرة من عمر التاريخ، فماذا كان سلاحه؟ .. العزيمة والثبات والثقة، والدعم المادي والمعنوي من الدولة.
والموهبة وحدها لا تكفى إذ لابد أن يساندها العلم. فكانت المعاهد الموسيقية على المستويات العلمية الراقية.
ولا اعتقد أننا في حاجة إلى سرد المزيد من الشواهد على فضل العرب على أوروبا في الثقافة والفنون إلا أنني أود أن أقول أن زرياب قد توفى عام 852 م. وبين زرياب وبيتهوفن وموتسارت اكثر من ألف عام فرق زمني.
ولذلك لابد من المقارنة بيننا نحن العرب وما كنا عليه في القرن التاسع الميلادي، وما كان عليه الغرب الأوربي في القرن الثامن عشر الميلادي من تخلف، تثبته هذه الوقائع:
في عصر أوروبي متقدم 1756 – 1791 هذه الفترة هي التي عاش فيها: موزارت الموسيقار النمساوي والموسيقار بيتهوفن، كان موزارت رغم عبقريته يعمل في قصر الحاكم ويقيم مع الخدم والطباخين ويعامل كما يعاملون ويهان كما يهانون ويأكل في المطبخ مثله مثل الخدم.
وكان الحال كذلك بالنسبة لبيتهوفن، ولو انه كان متمردا على العادات والتقاليد ولا يحب التسلط الفردي، ولكنه عاش فقيرا متشردا مريضا.
ومن المآسى أن موزارت عندما مات كانت جثته رهينة في مديونية مالية ولم يسمح بدفنه إلا بعد أن دفع الحاكم على مضض هذا الدين، وتم دفنه بعدها في مقابر المجهولين !!!
قارنوا بين هذا العصر وعصر زرياب الذي يسبقهم بحوالي ألف عام .. إلا يتضح لكم تباين المستوى الحضاري والفكري في مدى تقدير العرب والعصر الذهبي الأندلسي وكذلك العباسي لأهل الثقافة والأدب والفن والعلوم، وما لاقاه عباقرة أوروبا في عصرهم الذهبي عصر الموسيقى الكلاسيكية والرومانتيكية، والتي أساسها جميعا المجد العربي في عالم الموسيقى والغناء والعزف الآلي.

الصفحات