أنت هنا

قراءة كتاب كتاب الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كتاب الحرية

كتاب الحرية

يتناول مفهوم الحرية وأشكالها, تحديداً في عالمنا العربي, تحت وطأة الاستبداد والسرقات الإنسانية لهذا المفهوم وهو الحرية, ان كان ذلك على المستوى السياسي والدولي او ان كان ذلك على مستوى الأفراد ووعيهم لهذا المفهوم الذي كان لفترات طويلة من تاريخنا العربي عبارة ع

تقييمك:
2
Average: 2 (2 votes)
الصفحة رقم: 1
غواية الاكتناه
 
منذ أن كتب عبد الرحمن الكواكبي كتابه الرائد ((طبائع الاستبداد)) في القرن التاسع عشر، والعالم العربي يتحرك في اتجاهين متناقضين تماما من جهة يزداد استبداداً وخنقاً للحريات، واستغلالاً، وطغياناً لمؤسسة الحكم على كل جانب من جوانب حياة الفرد والمجتمع، تركيزاً للسطلة في يد فرد متألّه طاغية، وفئة ضالّة مضللة متجبّرة، ويسطع فيه نمط مختلف من الاستبداد والقمع متمثّل في التيارات الدينية المتعصّبة والمسلّحة بوسائل تدمير مرعبة، ومن جهة ثانية يزداد حرية، ووعياً للأهمية الحاسمة للحرية في حياة الفرد وحياة المجتمع سواء بسواء، وصراعاً من أجل الحرية والعدالة والحكم الشعبي الممثل للتيارات المتعددة في المجتمع، وإصراراً على تحرير الفئات المستعدة تاريخيا، وبشكل خاص المرأة والمهمّشين والأقلاّت، وتنشأ فيه تيارات حداثية تقدّس حرية الرأي والاعتقاد والفكر وتحترم الحوار وحق الآخر في كل ما للنفس حقّ فيه. وقد ازدره نمط من الكتابة الابداعية النقدية في الثقافة العربية خلال قرن ونصف من الزمان لا مثيل له في تاريخنا الحضاري، ولا يقلّ عمقاً وجمالاً ونبلاً وطموحاً عن مثله في الثقافات العالمية.
 
وقبل أن يهجم عينا المفترس الامبراطوري الوحشي، في سعيه المحموم لبناء الامبراطورية الامريكية، ولاستنزاف مواردنا الطبيعية ومقدراتنا السياسية والفكرية، ولسحق ما يراه نهوضا للاسلام في العالم المعاصر، ولتأبيد اغتصاب اسرائيل لاوطاننا وتشريدها لاهلنا، وقبل ان يحتل السماء والارض باسلحته الآثمة، متقنعاً في ذلك كلّه بكهنوت نشر الحرية والديمقراطية في عالمنا، وفرضها بجحيم السلاح علينا، وتلقيننا معناها وأهميتها، وهو بريء من الحرص على الحرية والديمقراطية براءة يعقوب من دم الذئب، كانت قد تشكّلت في العالم العربي مجموعات ونوادٍ وتيارات فكرية وسياسية أعمق وعياً، ومعرفة مخبرة، وإخلاصاً للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بمائة مرّة من الكلام الساذج العبيط - بلغة أهلنا في مصر- الذي انهمر كالحجارة الصوّانية الميتة من أفواه جورج بوش وعصبة الادنيين الامريكيين المتمسيحين، وأشداق البيعاوات من العرب الناسخين لهم والمنتعظين ببلاغاتهم الجوفاء. وللحقيقة والتاريخ أشير إلى واحد أو اثنين من مثل هذه التجمعات. اولهما تجمع محدود تنادينا إلى تشكيلة في أوائل الثمانينات، وكنّا ثلاثين مفكّراً ومثقفاً عربياً ممن يعيشون ويعملون داخل العالم العربي وخارجه. فعقدنا اجتماعات على مدى أربعة أيام في الحمامات في تونس قدمت فيه اوراق وتم تحليل نقدي للحياة العربية بكل جوانبه، كانت بين أروع وأعمق ما يمكن لبشر أن يقدّموه في أي مجتمع وأي بيئة ثقافية سياسية. وشكلّنا لجنة سباعية - يشرفني أنني كنت أحد أعضائها- لتطوير فكرة التجمّع ودعوة آخرين إليه. ونشأ عن نشاطنا مؤتمر ضمّ حوالي مائة شخص، من تيارات فكرية وسياسية متعددة ومتباينة، من الدينيّ المتطرف إلى اليساري المتطرف، عقد في قبرص بحماية العسكر القبرصي لأن بعض الأنظمة العربية هدّدت قبرص بأكثر من ويلٍ إذا سمحت لنا باللقاء (ولم يسمح لنا بعقد المؤتمر في أي بلد عربي). وعن هذا المؤتمر العظيم صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت أهم كتاب في الفكر النقدي السياسي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي في التاريخ العربي (منعته معظم الدول العربية)، سجّل بأمانة كل ما قيل في المؤتمر، بعنوان أزمة الديمقراطية في الوطن العربي. ونشأ عن المؤتمر أيضاً تشكيل المنظمة العربية للدفاع عن الحرية وحقوق الانسان. وفي تجمع تالٍ عام 1999 أصدرنا بياناً كانت فيه أول 

الصفحات