أنت هنا

قراءة كتاب كتاب الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كتاب الحرية

كتاب الحرية

يتناول مفهوم الحرية وأشكالها, تحديداً في عالمنا العربي, تحت وطأة الاستبداد والسرقات الإنسانية لهذا المفهوم وهو الحرية, ان كان ذلك على المستوى السياسي والدولي او ان كان ذلك على مستوى الأفراد ووعيهم لهذا المفهوم الذي كان لفترات طويلة من تاريخنا العربي عبارة ع

تقييمك:
2
Average: 2 (2 votes)
الصفحة رقم: 3
ومن هذا الكتاب أقتطع الفقرات التالية فيما أعده للنشر أخيراً وبعد طول انتظار.
 
1-
 
الحرية ليست هبة ينعم بها لاسادة على رعيتهم حين يشاؤوون، ويضنّون بها حين يشاؤوون.
 
والحرية ليست ترفاً يملك الأسياد حقّ أن يقرروا متى يجوز للبشر أن يصبوا إلى امتلاكه، ومتى لا يجوز لهم إن يصبوا. كأن يدّعي الأسياد أن البشر ينبغي أولاً أن يشبعوا الحاجات الأولية لحياتهم قبل أن يطمحوا إلى نعمة الحرية والتمتع بجنانها.
 
والحرية ليست قصدية عصماء، أو نصّاً في دستور معلّق، أو شعاراً يتشدّق به الذين يعتقلون كرامة الإنسان في رؤوس حرابهم، وجنازير دبّاباتهم (بإسم عقائدية إنسانية المنشأ أو إلهيتها) فيما يتظاهرون، برياء المرابين،أنهم أبطال الحرية وسدنة هياكلها.
 
الحرية ليست في أن يردّد حاكم دجّال، ببغائية أو بمكر، مقولة العظيم الذي قال ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً))، وعلى أمهاتهم أن يجرؤن أن يلدن أبناءهن أحراراً.
 
الحرية ليست هذه ولا تلك ولا ذينك.
 
بل إن الحرية لحقّ يكتسبه الإنسان لحظة ولادته واحتكاكه بفضاء الوجود ولا يدين الإنسان بهذا الحقّ إلا لشيء واحد هو إنسانيته ذاتها، ولا لقوّة واهبة سوى قوّة الخلق التي تقمّصت رحِماً حملته شهوراً ثم قذفته إلى معترك الوجود. والحق إنه لا يهب الحرية إلا فعل الخلق الأول، وليس من حقّ قوّة في الكون أن تسلبها إلا فعل العدم الأخير. ولقد عبّر عمر بن الخطاب عن إدراكه الحدسي لهذه الحقيقة الجليّة الخفيّة بقولته العظيمة التي اقتبسها قبل قليل في سياق مغاير.
 
2-
 
وكما أن الحرية ليست هبة توهب، فإنها ليست سلعة تباع وتشرى. ثم إن الحرية كلّ لا يتجزّأ ولا ينقسم، فهي إما أن تكون أولا تكون. فلا معنى لأن تكون الحرية ثم تكون ناقصة مجزأة نُتَفيّة. ويتمثل معنى الكليّة على أصعدة وجود الأنسان كلّها. أولاً، على صعيد تكوينه الفردي، لا تتجزّأ الحرية.
 
فهي حرية للفكر والروح والجسد. لا معنى لأن يكون الفكر حراً والجسد مستعبداً. ولا معنى لأن يكون الجسد حراً والروح مستعبداً. ولا معنى لأن يكون الروح حرّاً والفكر والجسد مستعبدين. ثم إنه لا معنى لحرية المرء إذا كان حرأ في أن يعتقد ما يشاء، لكنه ليس حراً في أن يعبّر عن اعتقاده، أو كان حراً في أن يعبّر عن اعتقاده بالكلام، لكنه ليس حرّاً في أن ينقل تعبيره إلى مستوى الممارسة في سلوكه اليومي.

الصفحات