أنت هنا

قراءة كتاب كتاب الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كتاب الحرية

كتاب الحرية

يتناول مفهوم الحرية وأشكالها, تحديداً في عالمنا العربي, تحت وطأة الاستبداد والسرقات الإنسانية لهذا المفهوم وهو الحرية, ان كان ذلك على المستوى السياسي والدولي او ان كان ذلك على مستوى الأفراد ووعيهم لهذا المفهوم الذي كان لفترات طويلة من تاريخنا العربي عبارة ع

تقييمك:
2
Average: 2 (2 votes)
الصفحة رقم: 2
 دعوة جماعية كبيرة لمثقفين عرب لمجابهة التيارات الدينية المتطرفة التي تمارس الاغتيال، وإبرازاً لخطرها على المجتمع ولعلاقتها بالسياسة الأمريكية. وقد نشر البيان في صحف أجنبية وعربية (ومنع من النشر في معظم البلدان)، لكنه لم يلق من يضغي إليه لدى السادة الغربيين لأنهم حينها كانوا يربّون معظم هذه التيارات على أحصانهم لخدمة أغراضهم الخاصة ودعم الأنظمة التي يريدون لها انا تحتل مكانة الصدارة في المنطقة.
 
يومها كان جورج بوش يغرق في ضباب غرفته الزرقاء في جامعة ييل منتشياً بما انتشى به الكثيرون من أبناء جيله الأمريكي من مخدّرات أفغانستان الطالبانية الملائكية. ولم يكن يعرف هل بغداد إسم لدجاجة برّية ملونة تعيش في القطب الجنوبيّ، أو راقصة من راقصات هزّ القعر في تمبكتو، أو حجر تذكاريّ لرجل أسود اغتاله عصابات البيض في هارلم. وقبل أن يستيقظ جورج بوش من رحلاته العلوية في ضباب غرفته على وهج انفجارات الصواريخ التي أطلقها أبوه على بغداد، فيعرف أنها مدينة في صحراء شاسعة لم تنبت فيها شجرة منذ ألف عام لأن ((تربتها)) بحر من النفط، كما وصفها له أبوه، ويعرف أن شركاء أبيه التجاريين لهم إسم غريب كأن في أصواته دِنْ دِنْ دِنْ، كان الكثيرون منا قد سُجنوا وطوردوا وخربت حيواتهم وشُرّدوا من قبل الحكّام والأنظمة العربية التي تّوجها أبوه وغيره من الرؤساء وبناة الأمبراطورية الأمريكية، ودعموها وسلّحوها ومكّنوا لها من أعنة الحكم والسلطة والاستبداد على شعوبها. وكان الكثيرون منّا أيضاً قد كتبوا عن الحرية والديمقراطية والعدالة والتقدّم والتخلّف ما لم يحلم بمثله حتى الآن لا جورج بوش ولا أعضاء عصبته التي تسعى إلى التهام العالم بنهم دبٍّ قطبي للّحم الطري لأفراخ الفقمة المتألقة في شمس ساطعة تنهمر على بياض الثلوج.
 
من مثل هذه الكتابات كتاب منذور للحرية، كتبه بين عام 1990 وأنا أعيش في نيويورك، و1996 وأنا أعيش حيث أنا في إكسفورد. ولم يتح لي نشره لأنني كنت أعلم أن الأنظمة العربية التي يغّذيها ويحميها النظام الأمريكي ستمنعه منع القوّامين على البكارات لرائحة الرجال من النفاذ عبر الزجاج المصفّح إلى خدورهن الحليبيّة، ومنع أصحاب المزارع لجراثيم مرض ((جنون البقر)) المتطايرة الآن في الريف البريطاني من غزو مزارعهم.
 
والكتاب كما أصفه في نبذة أولى منه:
 
((... مقالة الحرية، هي لباب عمر، وعصارة روح، وخلاصة معرفة، كان لها جميعاً وما يزال هدفٌ واحد، وطموح لألاء، خلق عالم أكثر جمالاً، ونبلاً، وفيضاً بالإنسانية، والعطاء، والحرية، والغبطة بالوجود. ولقد تعمدّت أن تكون هذه المقالة قولاً مباشراً، وبوحا شخصيّاً. لم أشأ لها أن تكون بحثاً علمياً، محشوّاً بالاقتباسات والشواهد، والحجج المضادّة. إنها شهادة على تاريخ، وزمن، ومصير. وهي نذير بصيرورة، وحلم بكينونة قد لا تكون. غير أن شهوة الحلم، والقدرة عليه، أعظم نِعَم الإنسان. لا شيء يضارعهما في نبل أثرهما في النفس البشرية سوى نعمة الحرية كما أحددهما في هذه المقالة، إن تحققت.
 
وهي قول لم يكتب لهذا الزمان وحسب، بل لكلّ زمان. ولا يختصّ بمكان، بل ينتمي إلى كل مكان، مع أن هاجسه الأساسي الزمان والمكان العربيان.
 
وإنني لأدرك أن معضلتها الأولى هي أنها قد لا ترى النور، بل قد تخنق قبل أن تعلن، وأنها إذا أعلنت قد تقمع. لكن، رغم كلّ شيء، لا بد من أن تقال)).
 
إكسفورد 31 آب 1996

الصفحات