أنت هنا

قراءة كتاب ناقص ضلع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ناقص ضلع

ناقص ضلع

بلغة أشبه بالنصل تحز نهى غنام جمود الذاكرة القارئة لنصها، في محاولة منها لخلق وشائج قادرة على استحضار الحالة التي تبتغي إيصالها للقارئ، فقصصها تتناول تفاصيل الذات الإنسانية، ومعاناة الإنسان في ظل الاحتلال، وتواكب أحلامه بأناة، واضطرابات عوالمه الباحثة عن إي

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
منهكة وتكاد أن تفقد ملامحها ذكرياته في صفه المقفل منذ ستة شهور، تطير من مخيلته فجأة كرماد طبشورة أزاله عن جاكيته، ويعود من جديد إلى معمعة الثائرين في السيارة.
 
- ترى كم سيقبضونا هذه المرة؟
 
- سمعت أنَّ المبلغ 600 شيقل.
 
- بس؟!
 
- وماذا تعتقد؟!
 
- "يلا الريحة ولا العدم"
 
ويخفقون انتظارا، يخنقون بداخلهم حربا لم يتقنوا استخدام أسلحتها بعد، إنها الأسلحة المحرمة حياتيا حيث ينتهك إطلاقها فرصة ضئيلة باستحقاق لقمة عيش.
 
***
 
"شوَّبَت" يقول أحد المحاربين، "شغل المكيف يا أبو أحمد" يتجاوب الثاني مع ردة فعله،" منين؟ والله خربان يا خيي" يدافع السائق، "وليه ما تصلحه" يتدخل ثالث مستغضبا نفسه، "مانت شايف الوضع" يتذمر السائق وقد جعل من ذاته أضحية العيد، يبادر رابع بالهجوم "كيف لو انك مثلنا؟"، يكمل خامس وقد تناوبت ملامح الحسرة والسخرية على وجهه "هو في حدا مثلنا في كل العالم؟"...
 
يمتقع وجهه صبرا ويجازف بكلمة "اهدوا يا جماعة" بعد أن ارتفعت وتيرة النقاش الذي مل من ارتداء ثوب السياسة والمصير المحتوم لقوم مقاطعين من العالم محرومين من لقمة عيشهم غاضبين من وجودهم هنا ومتشبثين بهنا علهم يدركون الدور في الصف المستجدي باب البنك.
 
ثم يجد نفسه مضطرا للنفخ وقد اقتربت السيارة من "حاجز طيار"، حينها فقط يصمت الجميع مجبرين على الانتظار محتسبين صبرهم عند الله تعالى.
 
وتقفز "شذى" إلى عقله.. تستغل أبوته لها لتستولي على ما بقي محصنا منه، يثيره منظر أسنانها المتكسرة بفعل ارتطامها بدرج المنزل، حيث تدحرجت عليه قسرا وجريا لتدشين فرحتها "بالشيقل" الأول بعد انتخاب حماس...
 
يقرر لحظتها بالذات أن يعزف على وتر "حماس" المقطوع، أنْ يلعن اللحظة التي قرر فيها أن يمارس حقه، "تمارس حقك أين" يخاطب نفسه، إنه مكان المقاييس الجديدة والقواميس المنفتحة إلى الخلف تلك التي تدفع أسنان شذى ثمنا لحق مشروع، و"لكن ما ذنب صناديق الاقتراع؟؟"
 
***
 
"هي هي دورك بالتفتيش انزل الجندي يناديك" يقوم فزعا ولا يتروى بمشيته كما العادة ينتظم كحروف ترتسم على خط مستقيم، يتلكأ بخطواته كسلحفاة قررت أن تغير طريقها ويقطع على حبات عرقه مسارها فاتكاً بها بمسحة منديل، إنه يتهيأ لطقوس الوقوف أمام صرخة الجندي: "وقف"، وفوهة بندقيته الموجهة، ترتجف يداه كدموع تتناثر على دفعات، ويتلمس ملابسه التي أمره الجندي برفعها وكأنه يراها للمرة الأولى، يدور ويدور معه الراتب والسلفة وشذى ومحمد وهناء وأحمد وأمهم المبتلعة دائما لبركانها الغاضب.

الصفحات