قراءة كتاب العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

كتاب " العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003 " ، تأليف د. عماد هادي علو الربيعي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8

التحالف المعادي للعراق

الحلف علاقة تعاقدية بين دولتين أو أكثر للاتفاق على تدابير معينة تتخذ لمواجهة دولة أو مجموعة دول تهدد أطراف التحالف وترتبط اقامة الاحلاف العسكرية باستخدام القواعد ومنح التسهيلات واجراء التمارين والتدريب المشترك للقوات البرية والجوية والبحرية (39). إن دخول الدول في الأحلاف يأتي نتيجة لوجود مصالح مشتركة بين تلك الدول يعززها التحالف الذي يعقد لإضعاف قدرات أو كأداة ضغط على دول قد تتقاطع مصالحها وتوجهاتها وأهدافها مع الدول المتحالفة والتأثير عليها وتحديد حرية تحركاتها السياسية وفرض التبعية عليها غالبا".

وقد تشكل التحالف المعادي للعراق في اطاره القانوني استنادا" لقرارات مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بعد دخول القوات العراقية الكويت في الثاني من آب 1990 بدأ من القرار 660 في 6 /آب/1990 ومروراً بالقرار 687 الصادر في 29 تشرين الثاني 1990 الذي أجاز استخدام القوة ضد العراق والقرارات الأخرى ذات الصلة التي استمر صدورها على امتداد السنوات الثلاثة عشر التي أعقبت هجوم قوات التحالف المعادي للعراق في 17 كانون الثاني 1991.

وقد تجسد هذا التحالف المعادي للعراق بشكله المادي من خلال تشكيل إتلاف عسكري مكون من 34 دولة ضد العراق لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت (40)، وبلغت نسبة الجنود الأمريكيين من الائتلاف العسكري حوالي 74% من العدد الإجمالي للجنود التي تم حشدهم، وقد وصل العدد الإجمالي لجنود قوات هذا الائتلاف إلى 959,600.وقد شاركت جيوش عدد من الانظمة العربية المرتبطة بالغرب في هذا الائتلاف العسكري. النظر الجدول رقم (1) دول التحالف المعادي للعراق عام 1991.

الجدول رقم (1)

المصدر: Nationmaster.com - Gulf War Coalition - Troops by country (http://www.nationmaster.com/graph/mil_gul_war_coa_for-military-gulf-war-...)

وقد قامت الولايات المتحدة بعدد من الإجراءات لاستمالة الراي العام في الشارع الأمريكي إلى القبول بفكرة التدخل الأمريكي في مسألة الكويت حيث برزت أصوات معارضة للتدخل في الشارع الأمريكي. ومع ذلك فقد وافق مجلس الشيوخ الأمريكي في 21 يناير سنة1991على استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت بموافقة 52 عضو ورفض 47. كما وافق مجلس النواب الأمريكي بموافقة 250 عضو ورفض 183(41).

وقد بدا واضحا" من خلال استقراء الأحداث التي سجلت قبل واثناء الهجوم على العراق في 17 كانون الثاني 1991 وصولا" الى احتلاله لاحقا" في 9نيسان 2003 أن للحرب على العراق أسباباً" اخرى ظهر بعضها لاحقا" من خلال تصريحات المسؤولين والقادة في التحالف المعادي للعراق في مناسبات عدة قبل واثناء وبعد الحرب ومازال البعض منها لم يعلن عنه. الا أن الامر الذي بات واضحا" أن الهجوم الذي شن على العراق في 17كانون الثاني 1991 كان بداية للإعلان عن تطبيق مشروع السيطرة والهيمنة الأمريكية على منطقةالشرق الاوسط والعالم ونهاية (التاريخ) الذي يحكي ثنائية الصراع (42) بين المشروع القومي العربي والمشروع الأمريكي الصهيوني(43) الذي عزز وجوده العسكري في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي، وظهر جليا" أن خلفيات واسباب التحالف المعادي للعراق متعددة ومسبباتها تخوض في أعماق العقلية الغربية تجاه العرب ودوافعها وان بدت جديدة ووليدة المستجدات الناجمة عن دخول القوات العراقية للكويت في 2ىب 1990، الا انها ذات دوافع سياسية ودينية وتاريخية وفكرية تعكس حقيقة العدوانية الغربية تجاه العالم العربي والتي تتجدد باستمرار لأسباب ومبررات مختلفة. ويعزو الدكتور (احمد كمال شعث ) أسباب التحالف المعادي للعراق الى طبيعة الروابط العالمية التي تحكم نوعية الصراع وحدوده بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه، وخروج العراق قويا" من الحرب مع ايران (1980-1988) واتجاهه لتفعيل برنامجه النووي، الأمر الذي " جعل المواجهة أمر لا مفر منه.. خاصة مع امتلاك هذا البلد لمعظم انتاج ومخزون البترول العالمي.. الأمر الذي حدا بأمريكا الى ادارة الصراع أمريكيا" " (44).

إن استقراءنا لموضوع التحالف المعادي الغربي الذي ما يزال يتكالب على الامة العربية منذ مطلع القرن العشرين، يتطلب منا العودة الى المنطلقات الفكرية لاستراتيجية القوى الغربية المعادية للأمة العربية، والتي عبرت عنها التنظيرات الغربية التي استندت اليها مجمل الحركات الاستعمارية ازاء الامة العربية وما افرزته من نتائج تجزيئية يعاني منها العرب حتى اليوم (45).

فالغرب الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية لايزال يتوجس من نهضة عربية كتلك التي حفزها الاسلام عند ظهوره في شبه جزيرة العرب، وكيف تحول العرب في فترة زمنية قصيرة الى دولة قوية هزمت الامبراطورية الفارسية والبيزنطية، بل أن بعض الغربيين المتصهينين يذهبون إلى أبعد من ذلك ليقف عند معارك الأشوريين والبابليين ونبوخذ نصر في فلسطين ضد اليهود. ومن جهة اخرى ذهب بعض الغربيين ومن بينهم (رامزي كلارك) وزير العدل الأمريكي الأسبق، الى أن الاسباب الحقيقية للعدوان على العراق من طرف الولايات المتحدة الأمريكية تتعلق اساسا" بوضع هذه الاخيرة الاقتصادي والاجتماعي والصناعي والسياسي المتدهور ومستقبلها في القرن الواحد والعشرين كقوة أولى في العالم(46).

إن تطور وتعدد اشكال العداء للعرب كان يتمثل بتطور وتعدد اشكال المجابهة الى حالة من الصراع استغرقت زمنا" طويلا" وشملت كل تفاصيل الحياة وتنوعت فيها الوسائل وتعددت الصيغ وشهدت اغرب موقف تمثل في التقاء وتحالف قوى عديدة في الصراع ضد العرب(47) حتى وصلت لحد التحشد والاستعداد لحرب عالمية ثالثة على حد تعبير قائد القوات الجوية الأمريكية أيام العدوان على العراق عام 1991(48).

الصفحات