أنت هنا

قراءة كتاب البيان والتبيين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البيان والتبيين

البيان والتبيين

كتاب البيان والتبيين من أعظم مؤلفات الجاحظ، وهو يلي كتاب الحيوان من حيث الحجم ويربو على سائر كتبه؛ ولا يكتفي الجاحظ في كتاب البيان والتبيين بعرض منتخبات أدبية من خطب ورسائل وأحاديث وأشعار، بل يحاول وضع أسس علم البيان وفلسفة اللغة.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 7
وَالْمُفْهِم لَك وَالْمُفْهِم عَنْك شَرِيكَانِ فِي اَلْفَضْل الا أَنَّ أَفْضَل مِنْ اَلْمُتَفَهِّم وَكَذَلِكَ
 
اَلْمُعَلِّم وَالْمُتَعَلِّم هَكَذَا ظَاهَرَ هَذِهِ اَلْفِضِّيَّة وَجُمْهُور هَذِهِ اَلْحُكُومَة الا فِي اَلْخَاصّ
 
لَا يَذْكُر وَالْقَلِيل اَلَّذِي لَا يُشَهِّر وَضَرْب اَللَّه مَثَلًا اَللِّسَان وَرَدَاءَة اَلْبَيَان حِين
 
شَبَّهَ أَهْله بِالنِّسَاءِ وَالْوَالِدَانِ وَقَالَ تَعَالَى " أومن ينشؤ فِي الحلية وَهُوَ فِي
 
اَلْخِصَام غَيْر مُبِين وَلِذَلِكَ قَالَ اَلنَّمِر بْن تولب :
 
وَكُلّ خَلِيل عَلَيْهِ الرعاث
 
والحبلات ضَعِيف مُلْقٍ
 
وَلَيْسَ حَفِظَك اَللَّه مُضِرَّة اَللِّسَان عِنْد اَلْمُنَازَعَة وَسَقَطَات الخطل يَوْم إِطَالَة
 
اَلْخُطْبَة بِأَعْظَم مِمَّا يُحَدِّث عَنْ العى مِنْ اِخْتِلَال اَلْحُجَّة وَعَنْ اَلْحَصْر مَنْ فَوَّتَ دَرْك
 
اَلْحَاجَة وَالنَّاس لَا يُعِيرُونَ اَلْخُرْس وَلَا يُلِمُّونَ مَنْ اِسْتَوْلَى عَلَى بَيَانه اَلْعَجْز وَهُمْ
 
يَذُمُّونَ اَلْحَصْر وَيُؤَنِّبُونَ العي فَانٍ تَكَلُّفًا مَعَ ذَلِكَ مَقَامَات اَلْخُطَبَاء وَتَعَاطِيًا
 
مُنَاظِرَة اَلْبُلَغَاء تَضَاعُف عَلَيْهِمَا اَلذَّمّ وَتَرَادُف عَلَيْهِمَا اَلتَّأْنِيب وَمَمَاته العى
 
اَلْحَصْر للبلبغ المصقع فِي سَبِيل مماتة اَلْمُنْقَطِع اَلْمُفْحِم لِلشَّاعِرِ المفلق
 
وَأَحَدهمَا أَلُوم مِنْ صَاحِبه وَالْأَلْسِنَة إِلَيْهِ أَسْرَع وَلَيْسَ اللجلاج وَالتَّمَام وَالْأَلْثَغ
 
والفافاء وَذَوُو اَلْحَبْسَة والحكلة وَالرَّثَّة وَذُو اللفف وَالْعَجَلَة فِي سَبِيل اَلْحَصْر
 
فِي خُطْبَته والعى فِي مُنَاضِلَة خُصُومه كَمَا أَنَّ سَبِيل اَلْمُفْحِم عِنْد اَلشُّعَرَاء والبكىء
 
عِنْد اَلْخُطَبَاء خِلَاف سَبِيل اَلْمُسْهِب اَلثَّرْثَار والخطل المكثار .
 
ثُمَّ اِعْلَمْ أَبْقَاك اَللَّه أَنَّ صَاحِب التشديق والتقعير والتقعيب مِنْ اَلْخُطَبَاء
 
وَالْبُلَغَاء مَعَ سَمَاجَة اَلتَّكَلُّف وشنعة التزيد أَعْذَرَ مِنْ عَلَى يَتَكَلَّف اَلْخَطَابَة وَمِنْ
 
حَصْر يَتَعَرَّض لِأَهْل اَلِاعْتِيَاد والدربة وَمَدَار اَللَّائِمَة وَمُسْتَقِرّ اَلْمَذَمَّة حَيْثُ رَأَيْت
 
بَلَاغَة يُخَالِطهَا اَلتَّكَلُّف وَبَيَانًا يمازجه التزيد الا أَنْ تَعَاطَى اَلْحَضَر اَلْمَنْقُوص
 
مَقَام اَلدَّرْب اَلتَّامّ أَقْبَح مِنْ تَعَاطِي اَلْبَلِيغ اَلْخَطِيب وَمِنْ تشادق اَلْأَعْرَابِيّ اَلْقُحّ
 
وَانْتِحَال اَلْمَعْرُوف بِبَعْض اَلْغَزَارَة فِي اَلْمَعَانِي وَالْأَلْفَاظ وَفِي التحبير
 
وَالِارْتِجَال أَنَّهُ اَلْبَحْر اَلَّذِي لَا يَنْزَح وَالْغَمْر اَلَّذِي لَا يَسْبُر أَبَسَرَ مِنْ اِنْتِحَال

الصفحات