أنت هنا

قراءة كتاب إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

إدارة الصراع في المؤسسات التربوية

إن مدير المدرسة يقع في قمة الهيكل التنظيمي للمدرسة، فإنه يتحمل العبء الأكبر في قيادة الأفراد، والجماعات، وتنسيق جهودها، وتوجيهها، في عمليات التخطيط والتوجيه والتنسيق والتنفيذ والتقويم باعتباره قائدا تربويا تناط به مهام حيوية .

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 2

1. الكفايات الإدراكية ( ذهنية / تصورية)

تتعلق هذه الكفايات بمدى كفاءة المدير وقدرته على رؤية مدرسته كنظام، وفهمه للترابط بين أجزائه ونشاطاته، وإدراك أثر العلاقات والتغيرات في أي جزء من أجزائه على المدرسة ككل، وكذلك قدرة مدير المدرسة على إدراك شمولية العملية التربوية، وفهم علاقات العاملين بالمدرسة، وعلاقة المدرسة بالمجتمع المحلي، كما أشار أحمد (1997) أن من أبرز الكفايات العقلية للمدير تمتعه بفلسفة واضحة وعميقة، وصحة عقلية جيدة وسعة الاطلاع، وفهم حاجات المجتمع ومتطلباته، وذكر المقابلة وشديفات (1992) ضرورة امتلاك مدير المدرسة تصورا ذهنيا وعقليا للأمور المحيطة بالمدرسة والمتغيرات الداخلية والخارجية وأثرها على العمل المدرسي، فضلا عن تمتعه بمهارات عقلية أخرى كالذكاء والإبداع والتصرف السليم في حل المشكلات التي تواجه المدرسة، وأن يكون ذا تفكير مرن ومستقل وعلمي قائم على التحليل المنطقي والاستنتاج السليم، بالإضافة إلى تمتعه بروح الدعابة والمرح والتي تعد جانبا هاما من جوانب الذكاء .

إذن فاعتماد مدير المدرسة أثناء أدائه لمهامه وواجباته على الكفايات الإدراكية التي يمتلكها، ينعكس إيجابيا على سلوك مرؤوسيه ويطبع تصرفاتهم بطابع يتميز بالإبداع والابتكار، كما تخلق منهم مجموعة متعاونة متناغمة، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف المدرسة بفاعلية .

2. الكفايات الإنسانية

تشير الكفايات الإنسانية إلى قدرة مدير المدرسة على التفاعل الإيجابي مع مرؤوسيه، وتنسيق جهودهم، وخلق روح التعاون والعمل الجماعي بينهم، ويتطلب ذلك استعداد المدير لفهم الآخرين، وتقبل آرائهم وميولهم واتجاهاتهم، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أفكارهم ومشكلاتهم، وإشباع حاجاتهم، وإشراكهم في عمليات اتخاذ القرار لما لذلك من أثر على روحهم المعنوية، وشعورهم بالأمن والطمأنينة، وإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم . وأشار حجي (2000) إلى جانب هام في الكفايات الإنسانية وهو جانب العلاقات الإنسانية سواء كانت فردية أم جماعية، إذ ينفق مدير المدرسة ما يعادل (90%) من وقته في العمل مع الناس وهذا يتطلب من المدير امتلاك كفايات إنسانية تساعده على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، كما يتطلب من المدير مزيدا من الثقة بالنفس والنضج الانفعالي لتقبل النقد وتوجيهه بطريقة تساعد على التطوير والبناء . وذكر عابدين (2001) أن من أبرز الكفايات الإنسانية للقائد التربوي هي قدرته على الاتصال والتواصل الفاعلين مع الآخرين، وقدرته على مجابهة الأوضاع التي تتطلب الضغط والإرهاق النفسي والجسدي، لأن العمل في مجال الإدارة يفرز الكثير من المتاعب والضغوطات والصراعات مما ينعكس على صحة الفرد وتكيفه مع المحيط، وأضاف مرعي وبلقيس (1992) أن سمة الديمقراطية في القائد التربوي هي من أبرز الكفايات الإنسانية للمدير إذ أن وجود المناخ الديمقراطي في المدرسة يساعد على النمو المهني للعاملين، في بيئة تساعد على الراحة والطمأنينة، ويشيع جوا من الثقة المتبادلة والتجاوب مما يسهل حل المشكلات والصراعات بين المدير والعاملين الأمر الذي يسهم إسهاماً فاعلاً في تفعيل دور مدير المدرسة كقائد تربوي في المدرسة .

3. الكفايات الفنية

ينظر إلى الكفايات الفنية على أنها المعرفة العلمية المتخصصة، وما يرتبط بها من حقائق ومفاهيم وأسس متوافرة لدى مدير المدرسة، تمكنه من القيام بمهامه ومسؤولياته، ومن تحويل الأفكار النظرية إلى ممارسات عملية، ومن فهم النظام التعليمي وقوانينه وتشريعاته، فالكفايات الفنية ترتبط بمهام مدير المدرسة ومسؤولياته ، سواء أكانت مسؤوليات إدارية، أم تربوية، أم إشرافية، وذلك بما يساعده على الوفاء بمتطلبات عمله للوصول إلى الهدف المنشود(العمايره، 2002) .

والكفايات الفنية تتعلق بالأساليب والطرائق التي يستخدمها مدير المدرسة في ممارسته عمله والقيام بمسؤولياته، ومعالجته للمواقف التي يصادفها بأسلوب تربوي، وتتطلب الكفايات الفنية توافر قدر ضروري من المعلومات والأصول العلمية والفنية التي يتطلبها العمل الإداري، وهكذا ترتبط الكفايات الفنية بالجانب العملي في الإدارة . ويمكن الحصول على الكفايات الفنية بالدراسة، والتعلم، والتدريب، والخبرة (عابدين، 2001)، ومن أهم الخصائص المميزة للكفايات الفنية كما أشار إليها العمايره (2002) .

1. أنها أكثر تحديدا من الكفايات الأخرى، بحيث يمكن التحقق من توافرها لدى مديري المدارس بسهولة من خلال أدائهم لأعمالهم .

2. أنها تتميز بالمعرفة الفنية العالية والمقدرة على التحليل وعلى تبسيط الإجراءات المتبعة في استخدام الأدوات والوسائل الفنية اللازمة لإنجاز العمل.

3. أنها أسهل في اكتسابها وتنميتها من المهارات الأخرى .

وقد اتفق الباحثون أمثال العمايره (2002) وعابدين (2001) والمقابلة وشديفات (1992) على أهمية الكفايات الفنية لمدير المدرسة، لمساعدته على القيام بمهامه ومسؤولياته في مجالات شتى منها : ما يتعلق بتحسين المنهاج وتطويره، والإسهام في تحديد أهدافه ومحتوياته والتسهيلات اللازمة لتنفيذه وتوجيهه الوجهة الصحيحة، ومن هذه المجالات أيضا ما يتعلق بشؤون الطلبة، كتوفير سجلات وخدمات إرشادية وصحية لهم، وتوفير البيئة التي تحفزهم نحو الإنجاز والإبداع والابتكار، ومنها ما يتعلق بالعاملين ونموهم المهني، والإشراف الفني عليهم .

وإدراكا من وزارة التربية والتعليم لأهمية مدير المدرسة بوصفه أحد العناصر الفاعلة في العملية التربوية، وبأنه القائد للتغيير الحقيقي في الميدان التربوي، بما يوفره من بيئات تعليمية ـ تعلمية مساندة تساعده على إحداث التطوير المنشود، ولتفعيل دوره وتجديده وتجويده بما ينسجم مع متطلبات العصر ومستجداته وتحدياته، فقد أولت وزارة التربية والتعليم تنمية قدرات وكفايات مدير المدرسة وتجويد نوعيتها اهتماما خاصا وذلك بإتاحة فرص النمو المهني للمدير من خلال تنظيم برامج نوعية للتدريب، وإعادة التدريب، وبناء على ذلك، وضعت خطة لتنمية مديري المدارس وتدريبهم بهدف إكسابهم الكفايات المهنية اللازمة ؛ كي يكونوا قادرين على الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية والتقنية، ومواجهة المشكلات والتحديات التي تعترض طريقهم بكفاءة وفاعلية (وزارة التربية والتعليم، 2000) . كما جاءت خطة التطوير التربوي التي انبثقت عن المؤتمر الوطني الثاني للتطوير التربوي الذي انعقد في المركـز الثقافـي الملكـي في عمــان في الفتـرة مــن 6ـ7 /12/1999، لتؤكد على ضرورة تنمية قدرات وكفايات مديري المدارس ؛ لتتناغم مع متطلبات العصر ومستجداته ولأداء الدور التطويري المتوقع منهم (مؤتمن، 2003 :12) .

الصفحات