أنت هنا

قراءة كتاب الكتاب الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكتاب الجزء الثاني

الكتاب الجزء الثاني

الكتاب أحد أهم مؤلفات اللغوي البصري سيبويه ويعتبر أول كتاب منهجي ينسق ويدون قواعد اللغة العربية. وقال عنه الجاحظ أنه «لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله». أُلِّفَ الكتاب في القرن الثاني للهجرة الموافق للثامن من الميلاد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 9
هذا باب ما جرى من الصفات غير العمل على الاسم الأول إذا كان لشيء من سببه
 
وذلك قولك‏:‏ مررت برجلٍ حسَنٍ أبوه ومررتُ برجلٍ كريمٍ أخوه وما أشبه هذا نحو المسلم والصالح والشيخ والشاب‏.‏
 
وإنما أُجريت هذه الصفات على الأول حتى صارت كأنها له لأنك قد تضعها في موضع اسمِه فيكون منصوباً ومجروراً ومرفوعاً والنعتُ لغيره‏.‏
 
وذلك قولك‏:‏ مررت بالكريم أبوه ولقيتُ موسَّعاً عليه الدنيا وأتاني الحسنةُ أخلاقُه فالذي أتاك والذي أتيتَ غيرُ صاحب الصفة وقد وقع موقعَ اسمه وعمل فيه ما كان عاملاً فيه وكأنك قلت‏:‏ مررتُ بالكريم ولقيتُ موسَّعاً عليه وأتاني الحسنُ فكما جرى مجرى اسمه كذلك جرى مجرى صفته‏.‏
 
وهو قول العامة وذلك قولك‏:‏ مررتُ بسرجٍ خَزٌّ صُفَّتُه ومررت بصحيفةٍ طينٌ خاتَمُها ومررت برجلٍ فضّةٌ حِليةٌ سيفه‏.‏
 
وإنما كان الرفع في هذا أحسن من قبل أنه ليس بصفة‏.‏
 
لو قلت‏:‏ له خاتمٌ حديدٌ أو هذا خاتمٌ طينٌ كان قبيحاً إنما الكلام أن تقول‏:‏ هذا خاتم حديد وصُفّةُ خزّ وخاتمٌ من حديد وصفةٌ من خزّ‏.‏
 
فكذلك هذا وما أشبهه‏.‏
 
ويدلّك أيضاً على أنه ليس بمنزلة حسنٍ وكريمٍ أنك تقول‏:‏ مررت بحسَنٍ أبوه وقد مررت بالحسن أبوه فصار هذا بمنزلة اسمٍ واحد كأنك قلت‏:‏ مررتُ بحسَنٍ إذا جعلتَ الحسن للمرور به‏.‏
 
فمن ثمّ أيضاً قالوا‏:‏ مررتُ برجل حسنٍ أبوه ومررتُ برجل ملازمِه أبوه كأنهم قالوا‏:‏ مررت برجل حسنٍ وبرجل ملازمٍ‏.‏
 
ولا تقول‏:‏ مررت بخزّ صُفَّتُه ولا بطينٍ خاتَمُه لأن هذا اسم‏.‏
 
وقد يكون في الشعر‏:‏ هذا خاتَم طينٌ وصُفَّةٌ خَزٌّ مستكرَهاً‏.‏
 
فالجرّ يكون في‏:‏ مررت بصحيفة طينٍ خاتمُها على هذا الوجه‏.‏
 
ومن العرب من يقول‏:‏ مررت بقاعٍ عرفَجٍ كلُه يجعلونه كأنه وصفٌ‏.‏

الصفحات