أنت هنا

قراءة كتاب لا تقرأوا هذا الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لا تقرأوا هذا الكتاب

لا تقرأوا هذا الكتاب

كتاب " لا تقرأوا هذا الكتاب " ، تأليف عدي حاتم ضاهر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

مسيرون.. أم مخيرون..!!؟

سؤال طرحه كثيرون من قبل، وكثيرون من بعد، وربما سيطرحه آخرون من بعد بعد.. من يدري!؟ وللإجابة عن هذا التساؤل أقول إننا مخيّرون في ما نعلم.. ومسيّرون في ما لا نعلم.. وأكثر ما نحن فيه في هذه الدنيا أشياء لا نعلمها. فالإنسان منا يُولد في بيئة لا يختارها.. ومن أبوين لا يختارهما هو أيضاً، «بغض النظر عن صلاحهما أو عدمه في الدنيا»، ناهيك عن مُحيطه وأقاربه، إلى ما هنالك من أمور تدل دلالة واضحة على أن الخط البياني لحياتنا هو خط مرسوم ومكتوب ومُقدر بشكله العام، وكل ما هو دون هذا «الخط البياني» العام يُساهم الإنسان في صُنعه وإن بنسب مختلفة بين الناس، فالذاهب إلى عمله أو العائد منه أو الجالس في مكتبه أو بيته، أو الخارج منهما بناءً على موعد أو اتصال ورده في حينه، هو مسؤول عن قيادة سيارته بشكل جيد وآمن للوصول إلى موعده أما ما يمكن أن يعترضه أو يتعرض إليه من أحداث قد لا يكون هو وحده مُسبباً لها أو مسؤولاً عن حدوثها، فذلك لا يكون بخياره أو باختياره، بل يكون مُقدراً حصوله معه. إضافة طبعاً إلى العديد من الأمثلة التي تمر معنا يومياً في حياتنا وقد نتنبه لها أحياناً، وأحياناً أخرى لا نُعيرها كثير اهتمامنا، فما هو التفسير المنطقي مثلاً لشقيقين أو أكثر تربيا في البيت المنزلي نفسه وتحت رعاية أبوين صالحين أو طالحين من يدري!! وعاشا الظروف المعيشية ذاتها سواء كانت ظروفاً قاسية أو عادية أو مُرفّهة مثلاً، فأحدهما قد يصبح ناجحاً ومُرضياً في حياته وأحياناً كلاهما أو جميعهم في أحيان كثيرة، والعكس صحيح أيضاً بأن ينجح أحدهم ويفشل الآخرون أو يفشل أحدهم أو أكثرهم وينجح آخرون، إلى ما هنالك من أمور وأحوال شتى تستوقفنا في كل يوم ونتحدث عنها في مجتمعاتنا ولا نجد سبباً واضحاً ووجيهاً لها. وهذا غيض من فيض الأمثال التي يمكن أن نضربها أو نستشهد بها على الأقل للاستنتاج بأن حياة المرء هي مُسيّرة عموماً، ومُخيّرة أحياناً، وإذا ما أردنا أن نقول أو على الأقل هذا رأيي على المستوى الشخصي أقول بأن حياتنا مُسيّرة ما بين 60 و70 % ومُخيّرة في الباقي أي ما نسبته 30 إلى 40 %، والنتيجة الحتمية لخياراتنا في الحياة تتلخص في ما هو مُقدر لنا وليس في ما نختاره نحن على هذه الأرض..!!

فالخيار دائماً كما نردد هو في ما اختاره «اللَّه عزَّ وجلّ». فصحيح أنه على الإنسان أن يسعى، ولكن في أن يصل أو لا يصل في مسعاه إلى مبتغاه فتلك مسألة أخرى، فالسعي في الحياة أمر ضروري ولا بدَّ منه ولكن الوصول إلى المبتغى أو المرتجى المنشود أمر ليس في أيدينا.. ونحن لا نُقرره على الإطلاق.. «وللإنسان ما سعى».

الصفحات