أنت هنا

قراءة كتاب لا تقرأوا هذا الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لا تقرأوا هذا الكتاب

لا تقرأوا هذا الكتاب

كتاب " لا تقرأوا هذا الكتاب " ، تأليف عدي حاتم ضاهر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

كلاهما سينحسر..

هنالك قول مأثور للإمام علي بن أبي طالب «رضي الله عنه وأرضاه» كنت أراه يُزين بعض مكاتب الساسة في لبنان الذين لا يزال لدي بعض من صداقاتهم وقلّة من صدقهم ولكني كنت أراه وأقرأه منقوصاً عند معظمهم فأُسارع إلى إكماله عند نهايته فيتعجبون ويقولون لي إنه جاءهم هدية من فلان أو فلان وإن لا علم لهم بأي نقص في محتواه والقول المأثور يُورد الآتي:

»إني ذُقت الطيبات كلها... فلم أجد أطيب من العافية وإني ذُقت المرارات كلها... فلم أجد أمرّ من الحاجة إلى الناس وقد حملت الحديد والصخر... فلم أجد أثقل من الدّين.. يا ابن آدم الدهر يومان.. يوم لك ويوم عليك. فإن كان لك فلا تبطر.. وإن كان عليك فاصبر فكلاهما سينحسر»!!

وهي الجملة الأخيرة التي كانت ناقصة في معظم مكاتب أصدقائي الساسة، والتي تختصر معنى هذا القول المأثور. وهي بأن لا شيء على هذه المعمورة يمكن له أن يدوم سواء كان عزّاً أو مالاً أو شهرة.. أو شباباً أو فقراً أو مرضاً أو اعتلالاً أو أي شيء آخر، بل كله إلى زوال.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام على الدوام. ونعم باللَّه العلي القدير..

وفي السياق ذاته يحضرني قول كريم للإمام عليّ نفسه إذ يقول «ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً... والناس حولك يضحكون سروراً، فاجهد بنفسك أن تكون إذا بكوا.. من حول نعشك ضاحكاً مسروراً» والمُراد هنا من الكلام أن الإنسان هو زائر غير دائم في هذه الدنيا فنحن جميعنا ولدتنا أُمهاتنا ونحن نجهش بالبكاء فيما الناس المجتمعون من حولنا كانوا يهلّلون ضاحكين بأن من أنجبت أنجبت ولداً أو فتاة والحمد للَّه بصحة جيدة.. وأنه في نهاية المطاف على الإنسان في ما كتبه له اللَّه جلَّ جلاله من حياة أن يعمل عملاً صالحاً يؤسس له لنهاية سعيدة وهو مُمدد على فراش الموت فيما الناس من حوله يبكونه حُزناً على فراقه.

الصفحات