أنت هنا

قراءة كتاب بشرة سمراء أقنعة بيضاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بشرة سمراء أقنعة بيضاء

بشرة سمراء أقنعة بيضاء

كتاب " بشرة سمراء أقنعة بيضاء " ، تأليف حميد دبشي ، ترجمة

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

ومع النقد الصحفي أصبح الشعب الأمريكي يهاجم المسلمين بتلك الصبغة التي أضفتها الصحافة على الاسلام وهناك أسماء شهيرة وهناك باحثين مثل دانييل بايب وديفد هورووتز. وكان الخبير القانوني في جامعة هارفرد ألان ديرشوفتز قد ناقش إدراج قانونية تعذيب المعتقلين باسم الإرهاب تماما قبل الكشف عن الحقائق بتعذيب السجناء في سجن ابو غريب وغيرها. إن أمثال ديرشوفتز استقوا الفكرة من روح القوانين الغربية كما استقى خبير حقوق الانسان مايكل إيغناتيف أفكارة من روح حقوق الانسان الغربية. وبعدها سادت فكرة العداء للاسلام وتم انتاج فيلم وثائقي على يد الحاخام الاسرائيلي الكندي رافائيل شور والذي كان يهدف للتأثير على الناخب الامريكي ضد باراك أوباما ولصالح جون ماكين. خلال فترة جورج بوش مرورا بفترة انتخابات 2008 كانت حقبة مفتوحة ضد الاسلام.

ما يجدر النظر اليه للمفارقة هو الجرائم التي ترتكب على يد من نفذها من مسلمي الديانة والنظر إلى الجرائم الأبشع والأفظع التي ترتكب بحق المسلمين! كيف للمرء أن يتفهم هذه اللاإنسانية الممنهجة ضد العرب والمسلمين والتي تصورهم على أنهم لايقدرون إلا على فعل الجريمة بينما من ارتكب الجرم هم قلة قليلة مع إغفال كامل لحقيقة أن الملايين من المسلمين هم ضحايا؟ أتذكر بأنني رأيت الكتاب التعليمي عن شيكسبير /خلق الانسان/ أو / اختراع الانسان/ لهارولد بلووم في مكتبة نيويورك عام 1999 حيث يستغرب من لم يقرؤا أو لا يستطيعوا قراءة شيكسبير, هل هم من البشر؟ إذا وخذتهم ألا ينزفون؟ يوجد لدي نفس ردة الفعل فبفيلم ميونخ لـ ستيفن شبيلبرغ عام 2005. بكل مرة نشاهد به اسرائيليين يخططون لقتل فلسطينيا انتقاما لعملية اولمبياد ميونخ عام 1972 نراهم ياكلون ويشربون ولا نرى الفلسطيني الضحية يرشف حتى رشفة ماء لماذا؟ ألا يأكل الفلسطينيون؟ إذا وخزتهم ألا يصرخون؟ لماذا يضفون اللمسة الإنسانية على القاتل الاسرائيلي ولا يضفونها على الضحايا من الفلسطينيين؟ ما تبين هو أن ما يعرض لا علاقة له بعملية ميونخ.

يجب التمحيص في إنهاء وجود البعد الإنساني ذاك, ومن أين أتى وما هي أهدافه؟ لا نجد بالصحافة الأمريكية والاوروبية إلا القليل جدا عن ضحايا الغطرسة الامبريالية من أفغان وعراقيين وفلسطينيين والقليل عن النفاق والكيل بمكيالين. وهذا يوضح ضحالة إنسانيتنا وفداحة أخطائها. ويبقى السؤال المهم لماذا تظهر كل هذه الكراهية والغضب عندما تكون الأحداث في بومبي أو لندن أو تل أبيب أو نيويورك وتتلاشى عندما تكون أضعافا مضاعفة من القتل والدمار في بغداد أو قندهار أو بيروت أو غزة؟ لن نحصل على الجواب في الاروقة التي تتقصد الإيذاء. يجب أن نبحث عن الأجوبة بحذر من خلال الحالة الاقتصادية المتعثرة والحالة السياسية المتخبطة والتي تصبو الى السيطرة من خلال شعار فرق تسد حيث يرى البعض بأن أحدهم بشرا أكثر من أخيه من بني البشر.

الصفحات