أنت هنا

قراءة كتاب 84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح

84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح

كتاب " 84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح " ، تأليف خالد سليماني ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

مقدِّمة

لقد ساورتني فكرةُ تأليف هذا الكتاب أوَّل مرَّة في عام 2011م حينما كنتُ أخطِّط لتَرْكِ العمل في إحدى شركاتي بعد أربع عشرة سنة من تأسيسها وإدارتِها، وهو ما وفَّر لي الكثير من وقتِ الفراغ بعد تَركِها. حينها شعرتُ بأنِّي أريدُ أن أنقل إلى شبابِ وشابَّات الأعمال الواعدين جزءًا ممَّا اكتسبته وتعلَّمته من ممارسة الأعمال في السعوديَّة. ولم أكن راغبًا في إصدار كتابٍ خاصٍّ بالسعوديَّة فقط، وعندما التحقْتُ بدَورةٍ في جامعة هارڤرد صيف 2013م تعرَّفت خلالها إلى نخبةٍ من الرياديِّين من جميع أنحاء العالم، والذين يزيدُ عددُهم على ثمانين شخصيَّة، فقد تأكَّدت أن جميعَ المشاريع الناشئة في سائر الأقطار تواجه مشكلاتٍ متشابهة، وأدركتُ حينها أنِّي لو ألَّفتُ كتابًا يتضمَّن أمثلةً من خبرتي المحلِّيَّة، فإنَّ كثيرًا من الرياديِّين والرياديَّات- بالإضافة إلى رجال وسيِّدات الأعمال حول العالم- سيستفيدونَ منه ويكون لهم نبراسًا يرسم طريق المستقبل أمامهم.

يستهدفُ هذا الكتابُ أولئك الرياديِّين الذين شرعوا بأعمالهم التجاريَّة أو هم على وشك البدء بها، حيث يحاولُ الكتابُ أن يعطيَ القارئ فكرةً عن كيفيَّة تأسيس المشاريع، ويقدِّم عرضًا لما قد تواجهه تلك المشاريع من مشكلات، فضلًا عن سردٍ لبعض الاستراتيجيَّات التطبيقيَّة لمعالجة هذه القضايا. ثمَّ إنَّ الكتابَ حافلٌ بالأمثلة وقصص النجاح والتجارب العمليَّة (Business Cases). وقد حرصتُ وعملتُ جاهدًا أن أضعَ بين يدي الرياديِّين الجدد من الجنسين (رجال وسيِّدات أعمال) كتابًا سهلًا ممتعًا يحتوي على نصائحَ ذات جدوى، حافلًا بأمثلةٍ حقيقيَّة من وحي تجرِبتي الشخصيَّة، إضافةً إلى أمثلةٍ من رياديِّين مشهورين على نطاقٍ عالميٍّ مثل توماس إديسون (Thomas Edison) وستيڤ جوبز (Steve Jobs)، وبِل غيتس (Bill Gates)، ومارك زوكربيرغ (Mark Zuckerberg)، والعديد من الرياديِّين العرب والسعوديِّين الذين عرفتُهم، والهدف من ذلك هو تَسليط الضَّوء على كلِّ نصيحة.

لقد جرى إعداد هذا الكتاب ليُنتفَع به ‘‘محلِّيًّا وعالميًّا على حدٍّ سواء’’. وأحسبُ نفسي مواطنًا عالميًّا، إذ جعلتُ مهنتي مبنيَّة على تسويق التكنولوجيا المنقولة من الغرب إلى منطقة الشرق الأوسط، واستثمار تلك التكنولوجيا. ولا شكَّ أنَّ هذا النوع من العمل يتطلَّبُ فهمًا للثقافات المختلفة في أطراف المعمورة. فإن أنت نجحتَ في تقليص تلك الهوَّة الثقافيَّة، فإنَّها ستُدرُّ عليك المالَ كما فعلَتْ معي شخصيًّا. فقد بدأت أحقِّق أحلامي الرياديَّة في مجال الأعمال حينما كنتُ أعمل لدى موران ستاهل آند بوير (Moran Stahl and Boyer) في بولدر (Boulder) بولاية كولورادو الأميركيَّة بوظيفة مستشار ثقافيّ، وكان ذلك في عام 1993م، حيثُ ساعدْتُ الوافدين الموشكين على الانتقال إلى السعوديَّة للعمل على فَهْم كيفيَّة التعامُلِ مع الحواجز الثقافيَّة الضاربة أطنابها في العالم العربيّ، ممَّا كان موضع ثناء وتقدير من قبل مديرة البرنامج، والتي عبَّرت عنه في رسالتها التي غصَّت بشهادات الشكر والتقدير من طلَّابي، والتي أحتفظ بها في مكتبتي بكلِّ فخرٍ واعتزاز.

لقد وضعتُ في الحسبان عند الشروع في تأليف هذا الكتاب أن يكون كتابًا عصريًّا يحاكي الإعلام الحديث وقنوات التواصل الاجتماعيِّ ويواكبها جميعًا. وفي سبيل ذلك حرصت على الاستعانة بآراء القرَّاء والمثَّقفين المهتمِّين بمضمون الكتاب، وتلقَّيت الكثير من الردود عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، حيثُ أسَّستُ قبلَ سنة تقريبًا (من إنتاج الطبعة الإنكليزيَّة) مجموعةَ فيسبوك (Facebook) بعنوان ‘‘كيف تنجح في السعوديَّة’’، وقادني نجاحُ المجموعة إلى إنشاء صفحةٍ للمتابعين على فيسبوك والتي اجتذبَتْ في خمسة أشهر عددًا كبيرًا من المعجَبين وصلَ إلى أكثرَ من ثلاثين ألفَ متابع في وقتِ نشرِ الكتاب بطبعته الإنكليزيَّة، حيث نُشِرت جميعُ النصائح الواردة في هذا الكتاب على تلك الصفحة، وجرى قياس مدى قبول المستخدم لها. ولا أدلَّ على نجاحها من إعادةِ تغريدِ كثيرٍ من هذه النصائح على تويتر(Twitter) أيضًا، كما أنَّ بعضَ القصص التي سردتُها في الكتاب نُشِرت على موقعي الشخصيِّ على الإنترنت، ولذلك حرصت على تضمين الكتاب لبعض النصائح الخاصَّة بالتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، فضلًا عمَّا استوعبه من نصائح في مجالاتٍ شتَّى.

أكثر من ربع النصائح الواردة في هذا الكتاب ينطبق أثرها على المملكة العربيَّة السعوديَّة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمومًا، وقد جرى ترميز النصائح الخاصَّة بالسعوديَّة برمزٍ خاصّ. وبالرغم من إمكانيَّة تطبيق الكثير من هذه النصائح تطبيقًا مماثلًا في أيِّ قُطر آخر، لا سيَّما في البلدان التي تواجه فيها المشاريع الناشئة صعوبةً في الانطلاق، فإنَّ هناك عددًا من قصص النجاح والتجارب العمليَّة ستجذبُ بشكلٍ خاصٍّ أولئك الذين يرغبون في بدء عمل تجاريٍّ في السعوديَّة تحديدًا، حيث تتمتَّع المملكةُ بنموٍّ اقتصاديٍّ كبير واستقرار جيوسياسيّ، بينما تعاني دول كثيرة في العالم أزماتٍ اقتصاديَّة في أعقاب الأزمة الماليَّة العالميَّة التي عصفت في عام 2008م، الأمر الذي أدَّى بالكثير من الرياديِّين ورجال الأعمال إلى التوجُّه بأعمالهم إلى السعوديَّة لتَوسيع قاعدة أسواقهم، أو لإنشاء مشاريعَ تستفيدُ من الثروة الهائلة في المملكة.

قد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال عن سبب اقتصار هذا الكتاب على 84 نصيحةً فقط وليس 100 أو 99 مثلًا. والجواب أنَّه في عام 1984م كانت برمجة الحاسوب إحدى هواياتي، وبدأتْ تبرز مهاراتي في البرمجة باستخدام لغة بيسك (BASIC) على حواسيب من نوع تي آر إس 80 (TRS 80)، وذلك بعد أن اتقنتُ البرمجة باستخدام لغة فورتران (Fortran) العلميَّة في وحدة المعالجة المركزيَّة على حاسوب آي بي أم (IBM) في الجامعة، وبعد عام من إجادتي البرمجة رأيتُ أن أستثمر هذه المهارات في الأعمال الحرَّة لدى العديد من الشركات التي ساعدتُها كثيرًا في تصميم برامج حاسوب تتوافق مع متطلَّبات التشغيل بها. وفي تطوُّر آخر، ساعدتني هذه الخبرة على إطلاق مهنة ريادة الأعمال الخاصَّة بي بعد عشر سنواتٍ من الخبرة والعمل الدؤوب في مجال برامج الحاسوب، وقد أشرتُ في هذا الكتاب إلى كتاب جورج أورويل (George Orwell) بعنوان ‘‘1984’’ والذي لم أقرأه حتى رأيتُ إعلانَ شركة أپل (Apple) الشهير عام 1984م، والذي انتهى بالرسالة التالية: ‘‘في 24 كانون الثاني/يناير، ستطرحُ شركة أپل حاسوب ماكنتوش (Macintosh). وستَرَون لماذا لن يكون عام 1984م مثل «84»’’، بمعنى أنَّ هذا العام هو علامة فارقة في تاريخ شركة أپل، وقد كان عام 1984م بالنِّسبة إليَّ كذلك نقطة تحوُّلٍ أيضًا، فقد أحببتُ أن أتيمَّنَ به لدى اختياري لعدد النصائح وليكونَ عنوانًا للكتاب.

يتألَّف هذا الكتاب من خمسة فصول رئيسيَّة تتمحورُ حول المراحل التي تمرُّ بها المنشأة الرياديَّة: الاستكشاف، والتحقُّق، والإطلاق، والنموّ، والانتقال- هذه هي المراحل تقريبًا التي يمرُّ بها أيُّ مشروع ناشئ، وقد اقتبست العديدَ من الأوصاف من تقرير ‘‘ستارت أپ جينوم’’[1] لوَصف المراحل المختلفة للمنشأة الرياديَّة، على أنَّه ينبغي لمن يشرع في تأسيس أيِّ عملٍ تجاريٍّ أن يدركَ متطلَّبات هذه المراحل، وأن يكونَ قادرًا على استخدام الأدوات المناسبة لكلِّ مرحلة، كما تُشيرُ كلُّ نصيحة، ويحتوي كلُّ قسمٍ على عددٍ من النصائح التي تتعلَّق بكلِّ مرحلة من مراحل دورة حياة المشروع الرياديّ. وتسهيلًا على الرياديِّ استيعاب تلك النصائح وفهمها، جرى شرح كلِّ نصيحةٍ بفِقرتَين فقط تجنُّبًا للإطالة، ومقترنة بمثال حقيقيٍّ أو قصَّةِ نجاح عمليَّة، إضافةً إلى رسمٍ كاريكاتيريٍّ بقَصد الفكاهة ومساعدة القارئ على فَهم النصيحة والمثال؛ ففي بعض الحالات يكون التعبير بالرَّسم أبلغَ من الكلام وأسرع في توصيل الرسالة المستهدفة، وهو عامل مساعد حتَّى لا يصاب القارئ بالضَّجر في أثناء القراءة. كما أودُّ أن أنوِّه إلى أنَّ النصائحَ ليسَتْ بأعدادٍ متساوية لكلِّ مرحلة؛ حيثُ تَستهدِفُ أكثرُ النصائح المراحل الأولى من إنشاء المشروع الرياديِّ لأهمِّيَّة هذه المراحل كونها الأساس للعمل. ووَفقًا لما تضمَّنه الكتاب، فإنَّ النصائح مترابطةٌ في ما بينها بدرجةٍ كبيرة، لذا فإنَّ كلَّ نصيحةٍ تُذكِّر بنصيحةٍ أُخرى أو تُشيرُ إليها، ولعلَّ القارئ يلاحظُ أنِّي أدرجتُ أرقامَ بعض النصائح ذات الصِّلة في نهاية كلِّ نصيحة بغرض الاختصار. وبالنظر إلى كَون الكثير من المصطلحات الخاصَّة بمجال ريادة الأعمال جديدة، ولا يوجد اتِّفاقٌ على ترجمة موحَّدة لها، فقد ترجمناها بما يعكس المعنى ووحَّدناها في كلِّ الكتاب، كما أضفنا في آخر الكتاب جدولًا بتلك المصطلحات وغيرها من تلك التي تكرَّرت كأسماء بعض الشركات، وذلك تسهيلًا على القارئ.

إنِّي أتطلَّع لأن يجدَ القارئ في هذا الكتاب أجوبةً لما قد يجول بخاطره من تساؤلاتٍ حول المشاريع الناشئة، ولا سيَّما الرياديِّين والرياديَّات ممَّن ينتقلون إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعمل، أو بغرض تأسيس مشروع تجاريّ.

وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا كتابٌ يتناول نصائحَ عمليَّة قائمة على التجربة الفعليَّة، وليس كتابًا أكاديميًّا نظريًّا؛ فالمادَّة النظريَّة متوافرةٌ في كتبٍ أخرى تزخرُ بها المكتبات، أمَّا هذا الكتابُ فهو كتابٌ تطبيقيٌّ يقدِّم إلى القارئ أمثلةً عمليَّة وعلميَّة عن كيفيَّة تطبيق الأمور النظريَّة في الواقع العمليِّ من خلال التجارب والممارسات التي قام بها الرياديُّون، وكيف تخطَّوا الصعاب للوصول إلى ريادة الأعمال.

م. خالد سُليماني

تشرين الثاني/نوڤمبر 2013م

الصفحات