أنت هنا

قراءة كتاب 84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح

84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح

كتاب " 84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح " ، تأليف خالد سليماني ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

نصيحة 4

صحيح أنَّ غيتس وجوبز لم يُكملا دراستهماالجامعيَّة، لكنَّ هذا لا يعني أنَّ ترْكَ الجامعةسيجعل منك رياديًّا ناجحًا

أنت تحتاج اليوم إلى المعرفة في ضَوء تطوُّر أنظمة الحاسوب وتعقيدها وتنوُّعها؛ حيث تتقدَّم تكنولوجيا الحاسوب بسرعةٍ عظيمة، ولن تتمكَّن من مجاراة هذه التطوُّرات إلَّا بأساسٍ تعليميٍّ جيِّد. قد تتمكَّن من اليوم الحصول على المال الكثير على المدى القصير من خلال برمجة تطبيقك الخاصّ، لكنَّك تحتاج إلى التزوُّد بمزيد من العلوم الأكثر تقدُّمًا لخلق الفرص القادرة على الاستمرار على المدى الطويل في ظلِّ المنافسة والتغيُّر السريع في هذا العالم.

يبدو أنَّ الكثيرَ من المقالات الملهمة اليوم تركِّز على المستوى التعليميِّ لأعظم الرياديِّين في زماننا، مثل بِل غيتس وستيڤ جوبز ومارك زوكربيرغ. وفي الواقع، هناك كثيرٌ من الرياديِّين الناجحين تركوا الجامعةَ في مرحلةٍ ما ليصيروا أشخاصًا بارزين، لدرجةٍ توحي للقارئ أنَّ ترْكَ الدراسة يكادُ يكون السمةَ الأساسيَّة لأيِّ رياديٍّ ناجح. ولعلَّ تجرِبتي الشخصيَّة تعزِّز هذا المفهوم، حيث تُظهر سيرتي الذاتيَّة أنِّي تركتُ برنامجَ الدكتوراه في جامعة كولورادو لأُديرَ مشروعي الناشئ الثاني. غير أنَّ هذا المفهوم لا يمكن أن يعمَّم لأنَّه غير سليم، وقد يقود إلى الفشل الذريع ولا يؤخذ به كأحد عوامل النجاح، لأنَّ ظروفًا معيَّنةً لعبت دورًا أساسيًّا في حياة بعض الرياديِّين ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، وهو ما لا يُتاح لدى عموم الرياديِّين، ولا نرغب في بعث رسالةٍ خاطئة عن هذا المفهوم الخطأ. عندما بدأ غيتس وجوبز وديل (Dell)وآخرون، كانت تكنولوجيا المعلومات جديدةً لعامَّة الناس، ولا تزال في عمليَّة التحوُّل من أعمالٍ حصريَّة لقطاع الأعمال (B2B)[4]، إلى تكنولوجيا استهلاكيَّة للجميع (B2C)[5]، وفتحَ هذا الأمرُ البابَ أمام الرِّيادة. استخدَمَ جوبز مزيجًا من عبقريَّته الخاصَّة ومعرفة ووزنياك (Wozniack) بالحاسوب ليبتكرَ أوَّل حاسوب أپل شخصيّ. حتَّى مع ذكائه الخارق، كان يحتاجُ إلى علم ووزنياك بهندسة الحاسوب لكي ينجح. وهكذا فعل بِل غيتس وزوكربيرغ اللذان تعلَّما برمجةَ الحاسوب في الجامعة قبل تركها لإنشاء شركاتهما. ومن هنا ننصح قبل أن تتركَ دراستك تأكَّد من أنَّ لديك ما يلزمُ لتَحقيق النجاح- أو على الأقلِّ احرِصْ أن تكونَ لديك معرفة كافية تمكِّنك من الحصول على وظيفةٍ لائقةٍ إنْ لم تنجَح.

بصفتي رئيسًا لِلَجنة التَّقييم لشبكة سرب (SIRB) للمستثمرين الأفراد، كنتُ أُقيِّم مشروعًا ناشئًا في وقتٍ سابقٍ من عام 2013م يتعلَّق بتطوير تطبيق للهواتف النقَّالة. وكان عليَّ أن أحدِّدَ ما إذا كان مؤهَّلًا للعرض أمام مجموعة المستثمرين الأفراد، الذين هم أعضاء الشبكة، ومثَّل المشروعَ الناشئ رياديٌّ بدأ عرضَه بالإعلان أنَّ جميعَ أفراد الفريق المؤسِّس هم من الذين تركوا الدراسة الجامعيَّة قبل إنهائها مثل ما فعل بِل غيتس وزوكربيرغ! كان يمكن أن تكونَ هذه المعلومة ممتازةً ومقبولةً لو أنَّ الشركةَ حقَّقت بالفعل الشُّهرة والثروة، أو في حالِ لاقى الفريقُ نجاحًا سابقًا من أيِّ نَوع، لكنْ في تلك الحالة كان ذلك الإعلان مؤشِّرًا سلبيًّا أدَّى إلى تَقويضِ مصداقيَّة الفريق بالإضافة إلى كون هذه المعلومة عاملًا غير مساعد في تعزيز المشروع. وقد ظهرت أيضًا عوامل أخرى كنقصٍ في العملاء، وغياب نموذج الأعمال السليم، وعدم وجود استراتيجيَّةٍ واضحة، وهو ما أفرز متاعب جمَّة ومشكلات على أصعدة مختلفة جعلت وضع فريق العمل أكثر سوءًا وهو الفريق المكوَّن من مجموعةٍ من ‘‘المنسَحِبين من الدراسة’’ كما لقَّبوا أنفسَهم. كان علينا أن نقرِّر السماح لهم بتقديم عرضهم أمام مجموعة ‘‘مستثمري سرب’’. وعندما سألتُ صاحبَ العرض عن سبب تقديمه نفسه وفريقه على هذا النحو أجاب: ‘‘أردتُ أن أُبيِّن التزامنا’’، حينها نصحتُه بأن يجدَ عبارةً أو شعارًا آخر. فلو أنَّهم كانوا مهندسين طموحين مع بعض الإنجازات السابقة، لكنَّا شعرنا بالثقة نوعًا ما بأنَّ الفريقَ سيكونُ قادرًا على حلِّ مشكلات الشركة، لذا كان القرار الطبيعيُّ والمعقول في هذه القضيَّة أنَّنا لم نوافقْ على طلبهم، وبذلك فقدوا فرصةَ الوُصول إلى هدفهم.

النصائح ذات الصلة: 67

الصفحات