أنت هنا

$9.99
مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية

مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2010

isbn:

9789953363609
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

في كتابه "مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية"؛ يكتب المؤلف في خاتمة مؤلفه هذا: "لقد حرصت في تدوين مذكراتي هذه على تسجيل ما قمت به بنفسي، أو اطلعت عليه بصورة مباشرة، بحكم اضطلاعي بمناصبي ومسؤولياتي فقط، دون سواه، توخياً للحقيقة المجردة، وتفادياً لذكر ما لست منه على يقين· إلا أنني في ختام مذكراتي أستميح القارئ عذراً، إذ أجيز لنفسي أن أخرج معه من عزلتي قليلاً، لنطوف معاً حول بلادنا العربية، وأحداثها وأوضاعها، معرباً بإيجاز عن آرائي التي كوّنتها عما استجد من أمور، معتمداً في ذلك على تجاربي السابقة، ومتابعتي للأنباء والأحداث، دون أن يكون لي فيها، هذه المرة، دور مسؤول· ولعل من حقي، بعد خمسين عاماً قضيتها في خدمة أمتي العربية، ومواكبة أحداثها، أن أبدي آرائي، وليس لي من دافع سوى إخلاصي لعروبتي وإسلامي·
لقد ساهمت مع إخوان لي كرام، من الأقطار العربية، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا··· لقد ساهمت مع تلك النخبة المخلصة المؤمنة، في إنقاذ بلادنا العربية من براثن الحكم التركي، وسياسته الرامية إلى تتريك العرب وغيرهم من شعوب الإمبراطورية العثمانية آنذاك، وتذويبهم في بوتقة القومية التركية· كما ساهمت مع إخواني بعد ذلك في استلام تركة الحكم من الأتراك، لنواجه بلادنا ضعيفة الإمكانيات، مفككة الأوصال، مفتقرة إلى التنظيم في إدارتها والتركيز في أوضاعها، ليس فيها أية قاعدة من قواعد الحكم المتمدين المنظم· عملنا جميعاً من أجل بلادنا العربية كلها، كمجموعة، ثم راح كل فريق منا يعمل من أجل بلده· وهكذا عملت مع إخواني العراقيين من أجل العراق· عملنا بهمة ونشاط، وإخلاص وحماسة وتضحية، حتى استكملنا استقلال بلادنا، ومضينا نسير بها في سبيل التنظيم والتقدم خطوة خطوة، ونبني فيها مقومات الدولة القوية العصرية حجراً على حجر··· حتى وفقنا الله في أن نجعل من العراق أخيراً -وقبل أن نبعد عن مراكز المسؤولية فيه- دولة مستقلة حديثة، غنية منظمة، مرهوبة الجانب، لها وزنها في الميزان الدولي، ومكانتها المرموقة بين دول المنطقة، بل بين دول العالم· وكانت الدلائل تبشر بالمزيد من ذلك كله لو قدّر للعراق أن يواصل مسيرته المباركة، من دون أن يتعرض لما يجعله يفقد مكاسبه ومميزاته، ويتخلى عن مركزه الدولي، ودوره الطليعي، فينهار، ويعود القهقرى بسرعة مذهلة· وما أهون الهدم عادة، وما أصعب البناء!···".