أنت هنا

قراءة كتاب دافيد بن جوريون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دافيد بن جوريون

دافيد بن جوريون

كتاب " دافيد بن جوريون " ، تأليف تهاني سلامة هلسة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

وكان الاشتراكيون يقولون بأن التحرر لا يعني الذهاب إلى فلسطين بل الاشتراك مع العامل البولوني في كفاحه. غير أن والد بن جوريون لم يتراجع وحاول أن يستميل الأحبار إلى صفه. ونجح عندما جذب الحبر سمحا إسحاق. وبانضمام هذا الحبر إلى الحركة ارتفع تقديرها بين يهود بولونيه. وكان الاشتراك السنوي في هذه الحركة يتطلب مبلغا قدره ثلاثة روبلات([6]).

وهكذا عندما ولد بن جوريون في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 1886 وكان الطفل السادس لأبويه رضع الصهيونية مع لبن أمه. فقد أصر والده على تعليمه وأخوته اللغة العبرية منذ الصغر. وفي هذا يقول بن جوريون والده كان من غير الممكن أن أبقى في روسيه. كنت أفكر بالذهاب إلى فلسطين منذ الخامسة من عمري. ولقد ولدت في بيت صهيوني ورضعت العبرية وحب صهيون منذ الطفولة. لقد تعلمت العبرية منذ الثالثة من عمري. كان جدي يعلمني لغة التوراة بطريقة اللعب بالكلمات ولا أزال أذكر ذلك .([7])

ومن مميزات طفولته أنه كان متحمسا للعلم له قدرة فائقة على التركيز, وأول كتابين قرأهما كانا بالعبرية: حب صهيون , وكوخ العم توم. ولكنه كثيرا ما كان يقضي فترات صمت طويلة ([8]) . وقد كان منعزلا عن الأطفال في سنه([9]) . وكانت أمه ( واسمها شيندال Sheindal، سمراء الشعر ذات بنية صغيرة الحجم وقد ورث ذلك عنها ابنها دافيد ) تقول ابني إبراهيم سيكون أعظم عالم يهودي، أما ابني دافيد فإنه سيعرف في العالم كله([10]). وبالطبع كان أملها أن يصبح حبرا عظيما لأن اليهود في ذلك الحين لم يكونوا يهتمون لشيء آخر([11]).

كان يهود روسيه يسمعون الأخبار التي تروى عن موسى مونتفيوري وأدموند روتشيلد، وعن الأصوات المسيحية التي كانت تساندهم مثل جورج أليوت وغيره، ومع كل هذا فإن قادتهم، رواد الحركة الصهيونية، كانوا يرون أن عليهم وحدهم يقع عاتق الاستيلاء على فلسطين، أو ما سموه هم بأخذ أرض الميعاد.

وفي العالم 1896 ، وعندما كان ين جوريون في العاشرة من عمره، صدر كتاب هرتزل الدولة اليهودية. وكان لكتابه ما كان من تأثير مباشر في خلق الصهيوينة السياسية.

لأن كتابه في الحقيقة ما هو إلا ترجمه لأفكار يهود شرق أوروبه صيغت بطريقة حديثه كي يفهمها الغرب. وعندما عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل (1897) كان أغلب الحضور من روسيه بولونية. وقد شعر هؤلاء بخوف وعدم رضى لاتجاه هرتزل وتصريحاته العلنية عن دولة يهودية. غير أن هرتزل استطاع أن يكون الزعيم اليهودي غير منازع، واتجه إليه الصهيونيون، وكذلك المتدينون الذين رأوا فيه رسولا من قبل الله . وأصبح هرتزل المثل الأعلى لأطفال الجيل الجديد – جيل بن جوريون- الذي اتجه إلى الحبَر سمحا الذي كان يلهب مشاعرهم ويحثهم على الذهاب إلى أرض الميعاد ([12]).

وعندما كان بن جوريون في الحادية عشرة من عمره توفيت والدته وهي تضع مولودها الحادي عشر وأصبح والده كل شيء في حياته، وكان الوالد في ذلك الحين يحاول أن ينتخب في الدوما "Duma" - البرلمان الروسي – بعد أن ظهرت بوادر الإصلاحات القيصرية. وفي ذلك الوقت كان اليهود يتتبعون أخبار هرتزل ومناوراته السياسية لأخذ وثيقة – وعد رسمي –charter– يسمح لليهود باستعمار فلسطين ([13]) .

وفي العام 1900 كوّن بن جوريون وأصحابه الذين كانوا يريدون عملا إيجابيا، جمعية يدرسون فيها العبرية الحديثة، ويتكلمون عن هرتزل. ودعوا هذه الجمعية جمعية عزرا تيمنا باسم مؤسس الهيكل الثاني. إن اختيار هذا الاسم له دلالته القصوى في النظرة العنصرية للصهيونيين.

فعزرا هو الذي عاد إلى القدس من بابل، وعندما وجد اليهود في القدس يختلطون مع غيرهم من السكان غضب وأمرهم بالكف عن ذلك. واستطاع عزرا هذا أن يفصل جماعة السبي عن غيرهم من اليهود الذين لم يتبعوا تعاليمه العنصرية. وهكذا أحيا وغذى العنصرية والانفصالية عند اليهود ( راجع سفر عزرا وخاصة الفصل التاسع ). وسنرى في صفحات لاحقة كيف غضب بن جوريون على اليهود الذين يشغلون العرب عندهم في فلسطين !

الصفحات