كتاب " دافيد بن جوريون " ، تأليف تهاني سلامة هلسة ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر
أنت هنا
قراءة كتاب دافيد بن جوريون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
دراسة القانون في القسطنطينية ....
رأى اليهود, ومنهم بن جوريون وبن زفي, أن عليهم أن يوثقوا علاقتهم بالقسطنطينية ويظهروا أنهم من رعايا الباب العالي المخلصين وأن من حقهم الحصول على حقوق الأقلية وذلك للتغلغل في الأوساط الحاكمة الجديدة المعادية للعرب. ولكن عدم معرفتهم القوانين التركية كان حجر عثرة في طريقهم ولذلك قرر بن زفي وبن جوريون في العام 1912 الالتحاق بجامعة القسطنطينية لدراسة القانون ([43]) ووافقهم حزب عمال صهيون على ذلك وقد اعتقد بن جوريون ومن معه أنهم إذا درسوا القانون فربما وصلوا إلى البرلمان العثماني وأصبحوا ممثلين لليهود وبذلك يستطيعوا أن يجعلوا الهجرة إلى فلسطين قانونية وبالطبع مغرية في نظر اليهود خارج فلسطين. وانضم إليهما أعضاء أحزاب أخرى ممكن كانوا يريدون تكوين طبقة يهودية عثمانية مثقفة كما كان معهم موسى شرتوك ( شاريت ) ودافيد ريميز. في البداية ذهب بن جوريون إلى سالونيكه ليتعلم اللغة التركية واختار هذه المدينة بالذات لأن فيها جالية يهودية كبيرة. ولكنه كان يحتاج إلى مترجم لأنهم كانوا يتكلمون اللادينو, وقد عزز ذلك تفيكره بأن على اليهود أن يتكلموا مع بعضهم بعضا اللغة العبرية, وكان يهود هذه المدينة من السفارديم وقد دهش للنظرة التي ينظرون فيها إلى الاشكناز حتى أن أحد أصدقائه نصحه بأن لا يخبر صاحبة البيت الذي يسكن فيه أنه اشكنازي. وهو الآن يأسف لأنه لم يتعلم اللادينو والسبب أنه كان يريد التركيز على اللغة التركية كما أنه كان يحتقر اللادينو واليديش لأنهما برأيه لغتا المنفى والشتات ويريد أن يستبدلهما بالعبرية. بقي في سالونيكه سنة ونصف السنة ودرس القانون في فرع جامعة القسطنطينية حتى سقوط المدينة في الحرب التركية اليونيانية. وبعدها ذهب إلى القسطنطينية([44]).وفي القسطنطينية كتب بحثا في العلاقات بين السلطة المركزية والولايات في الإمبراطورية العثمانية لأنه رأى أن من الضروري أن يعرف اليهود كيف ستكون الحالة في الولايات السورية إذا ما تلاشت الإمبراطورية العثمانية. وقد اُنتخب بن جوريون سكرتيرا لنقابة الطلاب اليهود في القسطنطينية. لم يلاحظ الطلاب بأن الإمبراطورية لن تعيش كثيرا بل أخذوا يحلمون بتكوين ولاية يهودية, وحاولوا التطوع في حرب البلقان ولكن السلطات رفضتهم لإنهم طلاب ([45]) . وفي القسطنطينية تعرّف بن جوريون بجوزيف ترمبلدور وجابوتنسكي وكان اسمه قد أصبح معروفا بسبب مقالاته بجريدة الوحدة([46]).