كتاب " آثار الوثاق " ، تأليف جليل حسن محمد ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء
You are here
قراءة كتاب آثار الوثاق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
التحدي في شعره
حينما يباري امرؤ آخر في فعل وينازعه الغلبة فيه إنما هو يتحداه ([1]) وبهذا المفهوم تبدو قامة الجواهري طويلة منتصبة في شعره الذي يفيض من خافق يتقاسمه الغضب والرضا، الغضب على ما لا يليق بالإنسان ويخدش كرامته والرضا عن كل ما يشمخ به ويرفع هامته وقد ينبري قائل ويقول: أجل كان الجواهري على الظلم يحتج وعن الحق يذود ولكن ألم يوادع؟ ألم يساير؟ ألم يضعف بدافع من رغبة أو رهبة أمام سلطة أو ملك أو أمير أو وزير؟ أقول: السؤال وجيه والاعتراض وارد و ليس بمقدور أحد أن ينكر الحال أو أن يتستر عليه وأشعاره في ذلك شواخص في ديوانه وعليه شواهد (لكنه كان في صميم الأحداث والمتغيرات دائماً فيعبر عنها في كثير من قصائده حتى عُدَّ شعره سجلاً ممتازاً أو تصويراً دقيقاً لتطلعات الحركة الوطنية في الحقبة المضطربة العنيفة من تاريخ العراق الحديث)([2]) هذا ما يقوله عنه الآخرون وإذا ما سئل الجواهري نفسه أ أنت ثائر؟ لبادر إلى القول باعتداد كبير بالنفس (أنا أعتبر نفسي ثائراً بالطبيعة)([3]) ويحس المتلقي من هذه الإجابة أن الشاعر يجد لذة كبيرة في الثورة([4]) وتلح عليه في السؤال وهو يلح عليك في التأكيد ويذهب إلى أن الثورة ميراث ورثه عن الآباء وان الوفاء لهم يقتضي أن لا يحيد عن دربهم قائلاً:
أمي غذتني الملهبــا
تِ وضرعها حَفْلٌ لبون
وأبي تحلّف أن يجو
ع ولا يذل ولا يهــــون([5])
إن هذا التحدي الذي يثري به الجواهري ديوانه ويعتز به يأتي على ثلاثة اضرب: