You are here

قراءة كتاب آثار الوثاق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آثار الوثاق

آثار الوثاق

كتاب " آثار الوثاق " ، تأليف جليل حسن محمد ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
3. تحدي الزمن أو الدهر
 
يزعم الناس أنه قوة قاهرة مهيمنة لا سلطان لهم عليها، ويعزون إليه كل ما يصيبهم من نفع وضرر وصلاح وفساد([48])يراه الجواهري زعماً فاسداً معطلاً لقوى الإنسان وباعثاً على التشاؤم والانكفاء، وهو يحث على الإقدام بغية تفعيل القوى المودعة في الإنسان واستثمارها على أحسن شاكلة، فإذا كان الدهر قوة مكدرة للحياة فليكن الإنسان قوة مطاولة لها تناضل من أجل منحها الصفاء والألق:
 
هو الدهر قارعة يصاحبك صفوهُ
 
فما صاحب الأيام إلا المقارعُ([49])
 
فالمهم أن تقارع وأن يكون لك موقع في المقارعة وأن تتريث في انتظار ما تسفر عنه الحال من نتائج:
 
دع الطـوارق كالأتـون تـحتـــــدمُ
 
وخـلها كحبيـكِ النسج تلتحـــــــــمُ
 
وخـذ مكانك منـها غير مكتـرث
 
دهدى بك الموج أو علت بك القمم([50])
 
لكن الدهر يقوى إذا أنس في غريمه تهاوناً وإلا فهو مغلوب على أمره منصاع لإرادة القوي المسكون بالعزيمة الماضية والمتأهب لدحر بواعث الرهبة ووأد كل مكيدة:
 
أمامكـم موعـر مـلغـــــم
 
بـشتى المخـــــــاوف مستصعـب
 
يسـد مـداخلـه أرقــــــــم
 
ويـحـمي مسالكـــــــــــــه أذؤب
 
فلا تهنوا إن هذي الأكـف
 
تملي على الدهر ما يكتــــب([51])
 
ولابد من اطراح التشاؤم الذي يثقل الخطو ويغري بالركود، فالمحاولة المحاولة أما النتائج فموكولة بأحيانها وستأتي إن نصراً أو إخفاقاً ولو تأكدت العواقب لدى العازم على أمر قبل انجلاء المواقف واتضاح الرؤية لخمدت الهمم واضمحلت النوازع وتفهقت الغايات:
 
خض الكوارث لا نكساً ولا جزعا
 
واترك إلى الغيب ما يـجري به القلمُ
 
لو كـان يضمن نصر قبل موعده
 
لكان أرخص ما في الأنفس الهمم ([52])
 
ويوضح الجواهري وظيفته شاعراً تجاه أحداث الزمان وناسه فينيط بنفسه مهمة تعرية الشر والأشرار وإماطة اللثام عما يجري في الخفاء، فتلك رسالته وعليه أن يجهر بها وأن يسمع الآخرين مضمونها وأن يضع في أيديهم مفتاح الباب الذي يطلون منه على الآفاق الجديدة الرحبة، فهو مجند نفسه لها ومحرض الآخرين على حيازتها:
 
ذخرت لأحداث الزمان يراعا
 
يـجيد نـضالا دونها وقراعـا
 
وأعـددته للطارئات ذخـيرةً
 
يزيح عن الشر الكمين قـناعاً
 
وهل أنا إلا كالمؤدي رسـالةً
 
رأى كتمها حيفاً بها فأذاعا([53])

Pages