أنت هنا

قراءة كتاب صفحات من تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية الأردنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صفحات من تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية الأردنية

صفحات من تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية الأردنية

اختلط الطلبة الأردنيون الدارسون في الخارج بغيرهم من الطلبة الناشطين والمنظمين في التيارات المختلفة، والتي كانت تعج بها الجامعات آنذاك.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
مؤتمر الطلبة الأردنيين الرابع عام 1956
 
تميز هذا المؤتمر بالمشاركة الفاعلة الكبيرة للطلبة الإسلاميين إذ ترافق المؤتمر مع إجراء انتخابات نيابية في الأردن، وحصول جماعة الإخوان المسلمين على أربعة مقاعد، بالإضافة إلى حصول حزب التحرير الإسلامي على مقعد واحد، فمثلت التجربة الانتخابية بوابة لدخول الإسلاميين في العمل السياسي المباشر في الأردن، وتشكلت على إثر هذه الانتخابات حكومة تضم جميع أطياف المشهد السياسي ،لم يشارك الإسلاميون بها ، ورئس الحكومة آنذاك"سليمان النابلسي".وفور تشكيل حكومة النابلسي قررت الحكومة إجراء انتخابات لهيئة تمثل الطلبة (كان المسؤول المباشر عن إجراء الانتخابات الطلابية وزير المعارف آنذاك "شفيق ارشيدات" والذي لم يكن على علاقة طيبة مع الإخوان، فأعلن عن موعد الانتخابات، وعزم الإسلاميون على المشاركة، وبدؤوا بحشد الأنصار وتوعية الطلاب بأهمية المشاركة، وفي المقابل عمل الشيوعيون والقوميون بشكل متواصل على حشد الأنصار لضمان حصولهم على الأغلبية .
 
وباشتعال المنافسة بين التيارات السياسية والعقائدية المنتشرة على الساحة ا، ضاعف الإسلاميون جهودهم وتزاد إصرارهم على الفوز. وأجريت الانتخابات في كل من: السلط وإربد وعمان، ومدن الضفة الغربية: الخليل ونابلس، واستطاع الإسلاميون أن يحشدوا أنصارهم بأعداد كبيرة، وقاموا بإيصالهم إلى صناديق الاقتراع، فوجئ اليساريون والقوميون و البعثيون بالحشود الغير متوقعة للإسلاميين بالنسبة لهم ، فعمدوا إلى عرقلة سير الانتخابات للحيلولة دون فوز الإسلاميين. ويرجح الأستاذ زياد أبو غنيمة هنا أن وزير المعارف آنذاك شفيق ارشيدات كان متعاوناً مع التيارات الأخرى لإفشال الإسلاميين، فتم إغلاق صناديق الاقتراع قبل وقتها المحدد للحيلولة دون وصول أنصار الإسلاميين إلى صناديق الاقتراع، وهذا ما حدث في مدينة إربد، فأغلقت أبواب مدرسة إربد الثانوية في وجه أنصار الإسلاميين، وحيل بينهم وبين صناديق الاقتراع، الأمر الذي أغضب الإسلاميين فقاموا باعتصام أمام مدرسة إربد الثانوية، وتزامن ذلك الاعتصام مع وجود البعثيين واليساريين مما أدى إلى حدوث اشتباك وعراك، استطاع الإسلاميون على أثره كسر باب المدرسة والدخول إلى صناديق الاقتراع، وحينها فوجئ الإسلاميون بإعلان النتائج التي تلخصت بفوز الطلاب البعثيين وتعيين الطالب "هاني الخصاونة" رئيساً للاتحاد و"محي الدين المصري" سكرتيرا للاتحاد) .
 
"و نتيجة لذلك لم يعترف الإسلاميون بنتيجة الانتخابات ورفضوا التعامل مع المؤتمر بكافة هيئاته الإدارية، وقاطعوا نشاطاته، إلا أن هذا المؤتمر لم يدم طويلاً، وتم حظره وحظر جميع الأحزاب، وفرضت الأحكام العرفية في البلاد وذلك في 25/4/1957."
 
بقي الإسلاميون بعد ذلك يمارسون نشاطاتهم الدعوية في ظل الأحكام العرفية، مركزين جهودهم على الجانب التربوي من خلال الدعوة إلى الله ونشر مفاهيم الفضيلة والأخلاق وتصحيح صورة الإسلام بين الناس، والقيام بجولات بين الناس في سبيل ذلك، وأدى الطلاب حينها دورا كبيرا في مجمل النشاطات الدعوية .
 
ومن خلال استعراض تجربة العمل الطلابي في الخمسينيات وبداية الستينيات يلحظ المراقب ضآلة اهتمام الإسلاميين في الأردن بالعمل الطلابي مقارنة بغيرهم من التيارات ، فبالرغم من الدور الذي قام الإسلاميون به في المدارس ، خاصة في مدرسة السلط وإربد، إلا أن الإسلاميين لم يعطوا العمل الطلابي أولوية مهمة مقارنة بميادين العمل الأخرى .
 
فترة فراغ العمل الطلابي 1957 – 1964
 
بعد الإعلان عن حالة الأحكام العرفية وإلغاء الأحزاب ساد الجمود الساحة السياسية في المملكة ، وانعكس ذلك على الشارع الطلابي حيث ساد الهدوء، و توجهت التيارات الطلابية نحو العمل السري، والقيام ببعض التحركات خارج الأردن، تمثلت بمحاولات لعقد هيئة تمثيلية للطلاب .
 
ولكن هذه الروابط اقتصرت على الأسماء دون تأثير فعلي على الساحة الطلابية، في المقابل لم تختلف الصورة كثيرا لدى القطاع الطلابي الإسلامي؛ حيث اقتصر النشاط على الأمور الدعوية و التركيز على الجانب التربوي ولم تحدث أية نقلة أو تطور يذكر في العمل .

الصفحات