أنت هنا

قراءة كتاب صفحات من تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية الأردنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صفحات من تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية الأردنية

صفحات من تاريخ الحركة الطلابية الإسلامية الأردنية

اختلط الطلبة الأردنيون الدارسون في الخارج بغيرهم من الطلبة الناشطين والمنظمين في التيارات المختلفة، والتي كانت تعج بها الجامعات آنذاك.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
بروز ظاهرة الحجاب في الجامعة الأردنية
 
(أخذ اللباس الشرعي للمرأة المسلمة في الأردن مكانة مهمة، واستقر على ما هو عليه الآن منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين؛ وذلك نتيجة لمسيرة الوعي والصحوة الإسلامية التي أخذت مكانها في معظم الأقطار العربية والإسلامية والتي دعت إلى الانتماء للأمة فكراً وعقيدة ونظام حياة، وسعت للالتزام بمقومات الهوية الحضارية كسلوك حياتي مباشر، ولذلك كان اللباس الشرعي للمرأة المسلمة أحد أهم الموضوعات التي أخذت قسطاً كبيراً من الجهود والدعوة إلى إبرازها والالتزام بها).
 
لم يكن الحجاب واللباس الشرعي في حقبة الستينيات منتشراً بين بنات الجيل الجديد في الأردن، وقد لقيت الدعوة إليه في البداية عقبات وصعوبات كثيرة (فقد تعرض من دعا وقاد ظاهرة اللباس الشرعي في الأردن للاتهامات بالرجعية والتشويه، وقد أحدثت ظاهرة اللباس الشرعي بشكله الجديد في الأردن مفاجئة لكثير من الناس في شوارع عمان ومنتدياتها، ومما قيل في تفسير الظاهرة وقتذاك بأن : وراء هذا اللباس نساء فقيرات، أو غير متعلمات، أو من مستويات غير متقدمة في المجتمع).
 
لم يتجاوز عدد المحجبات في الجامعة الأردنية في الستينيات أصابع اليد الواحدة، فبدأ الإسلاميون جهودهم في الدعوة إلى الحجاب واعتماد نموذج مناسب للزي الإسلامي. فنشط في هذا الصعيد قسم الطالبات في اتحاد الطلبة المسلمين، وشكل ذلك أول جهد منظم للدعوة إلى الحجاب في الجامعة وبرز دور القطاع النسائي للحركة الإسلامية، رغم محدوديته وقلة العاملات به آنذاك ، إلا أنهن قدمن نماذج و قدوات للطالبات الجامعيات، حيث عملن على إشاعة الأجواء المناسبة لنمو الحجاب وتأصيله في الجامعة الأردنية، و (شهدت الجامعة حركة نشطة من المساجلات والمقاومة والأخذ والرد وذلك في خطوات لإرساء ظاهرة الحجاب، فلم يصبح اللباس الشرعي مقتصراً على طالبات الشريعة فقط، بل تقدمن أمامهن طالبات الهندسة والطب وبقية طالبات كليات العلوم الطبيعية و الإنسانية).
 
و تصف إحدى طالبات تلك الفترة وإحدى أولى المحجبات في الجامعة الأردنية (سميرة الخوالدة)، التي كان لها ولزميلاتها دور كبير ومؤثر في الدعوة إلى الحجاب آنذاك فتقول: (كان هناك جهاد كبير بمعنى الكلمة، أتذكر أنني كنت أقرأ سورة الإخلاص وأنا في طريقي للكلية حتى أصل، حيث كان الجو العام معارضاً للبس الحجاب، وينظر إليه كشيء جديد بنظرات الاستغراب و الاستهجان، فكنا في السنة الأولى نحاول جاهدات الحفاظ على اللباس الشرعي حتى نصمد في وجه التيار المنحرف).
 
(مارس الإسلاميون دعوتهم للحجاب واللباس الشرعي من خلال الحوارات التي تجري بين الطالبات في المنازل الداخلية " السكنات "، حيث نشطت الطالبات الإسلاميات في الدعوة إلى الحجاب ونشر الفضيلة فكن يقمن بتوزيع الكتب والمجلات التي تدعو للحجاب واللباس الشرعي وأيضاً إقامة النشاطات داخل الجامعة وخارجها وخاصة في مقار جمعية المركز الإسلامي، فأثمرت الجهود المتواصلة لاتحاد الطلبة المسلمين في زيادة عدد المحجبات في الجامعة الأردنية وجعل الحجاب معلماً مألوفا و بارزاً عند الطلاب، فقد تحجبت 24 طالبة عام 1971 كنواة أولى في الجامعة، في حين أنه لم تكن هناك سوى محجبة واحدة فقط عام 1967).
 
وبذلك غدت الجامعة الأردنية في طليعة الميادين التي أبرزت الطابع الإسلامي وساهمت كثيرا في انتشار الحجاب واللباس الشرعي، إضافة إلى الكثير من الظواهر مثل الفن والإنشاد الإسلاميين.

الصفحات