أحداث أيلول عام 1970

 

أدى الخلاف الذي نشب بين الحركات الفدائية والحكومة الأردنية إلى حدوث اضطرابات وحالة من التأزم، ولم تكن الحركة الطلابية بمعزل عن الأحداث حيث ساد الحذر والجمود، والتزمت كافة التيارات الطلابية بالهدوء ومالت إلى العمل السري، واختفت الكثير من اللافتات الطلابية ومن ضمنها اتحاد الطلبة المسلمين، حيث أن الجراح التي أصابت الأمة تلك السنة أدخلت جميع القوى السياسية حالة من الذهول والكمون .

 

ومن خلال استعراضنا للصورة العامة والظروف التي واكبتها الحركة الطلابية الإسلامية من عام (1962 – 1970) يمكننا تسجيل عدة ملاحظات :

 

1) شكلت خطوة إنشاء اتحاد الطلبة المسلمين نواة أولى وتطور في مدى الاهتمام الذي تبديه الحركة الإسلامية للشارع الطلابي، وإن لم يصل اتحاد الطلبة المسلمين إلى مستوى يؤهله لقيادة الشارع الطلابي لكنه مثل البداية الجدية للعمل النقابي الإسلامي في الجامعة الأردنية.

 

2) برز من خلال تجربة اتحاد الطلبة المسلمين أول بداية حقيقية للعمل النسائي الإسلامي،فالدور التي لعبته الطالبات في نشر الحجاب بوصفه رمزا للالتزام الديني رغم كل الظروف والعقبات الصعبة التي واجهتهم يستحق الإشادة والثناء.

 

3) البيئة الطلابية في الجامعة مثلت جسراً وفضاءًا لتصدير الأفكار والمفاهيم وتجسيدها، وما الحجاب إلا جزء من هذه المنظومة (القيم، الأفكار والمفاهيم). فكان للعمل الطلابي الإسلامي شرف السبق و الريادة لإطلاق مظاهر الفضيلة والعفاف في المجتمع الأردني.