أنت هنا

قراءة كتاب رفرفات العنقاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رفرفات العنقاء

رفرفات العنقاء

تتناول الكاتبة د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
- أين حجزت لنا لسهرة الغد يا حسام؟
 
واللافت أنها توفيت في القدس وهي تستعد للذهاب إلى السينما، النشاط الفني الوحيد المتاح في المدينة آنذاك، وتحث ابنتها نديرة وزوجها الأستاذ نهاد أبوغربية للإسراع، بعد أن انتهوا من تناول وجبة العشاء التي بادرت هي بتحضيرها لهم، وكانت حينئذ تقيم معهم في بيتهم· كانت وفاتها عام (1964)· وكانت مؤلمة لنا جميعاً· وأذكر أنني تمنيت حينئذ لو أن الله استبدلني بها، وذلك لقدرتها الفائقة على الاستمتاع بما تمنحه لها الحياة·
 
مضت تلك السنة في جو ثقافي داخل البيت، وجو مرح ودعابة في الشارع، عدا التعرف إلى الكثير مما تنتجه القاهرة من ثقافة· وفي نهاية السنة، تمت إزالة الجبص عن ذراعي وصدري، ليكتشف الأطباء أن العملية لم تنجح، وأن عظم جسدي قد امتصَّ العظمة التي وضعوها لي كرابط في مفصل الذراع الأعلى· وأصر الأطباء، ووافقهم الأهل، على ضرورة إجراء عملية أخرى ورابط آخر للكتف ـ الذراع· ورغم احتجاجي الشديد، إلا أنني، وتحت ضغط كبير من الأهل، متذرعين، ثانية، برغبة الوالدة قبل وفاتها، أجريت العملية مرة أخرى، وعدت إلى نابلس، حيث جلست، في تلك السنة، للتوجيهي المصري في كلية النجاح الوطنية في المدينة، كما ذكرت سابقاً·
 
- في بيت الراهبات:
 
بعد حصولي على التوجيهي المصري، عدت إلى القاهرة للدراسة الجامعية·
 
كانت فترة دراستي الجامعية الأولى في القاهرة إحدى المراحل الشديدة الثراء والحيوية في حياتي· فعندما عدت مرة أخرى إلى المدينة العاصمة، لم أقم في بيت خالتي، فقد كان أن تم قبولي في (جامعة القاهرة)· وإذ أصبحت طالبة جامعية، أقمت في منزل للطالبات الجامعيات تديره راهبات يوغوسلافيات، يدعى (بيت الراهبات) في حي جاردن سيتي الأرستقراطي· كان البيت قريباً من نهر النيل، وكان أنيقاً وهادئاً· وفي ذلك البيت، كانت تقيم فتيات من شتى أنحاء العالم العربي، أتين للتحصيل الأكاديمي· وكانت الطالبات 

الصفحات