أنت هنا

قراءة كتاب رفرفات العنقاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رفرفات العنقاء

رفرفات العنقاء

تتناول الكاتبة د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4
 وبخاصة لأن هذا القائد قد شكّل خيالنا في تصديه للاستعمار، وبالذات في طرده للاستعمار البريطاني، وتأميمه لقناة السويس، وتصديه للحرب التي شنتها عليه حكومات الغرب من أجل ذلك (عام 1956)· كما ارتحت لقرار الوالد ذاك لتوافقه مع إحساسي الداخلي بالقلق والخوف، وأنا ابنة نابلس المغلقة على إناثها آنذاك، من الذهاب إلى إحدى دول أوروبا، والشرقية منها بالذات· وكان سبب ذلك الإحساس قلة المعلومات الحقيقية عن تلك الدول في ذلك الوقت، وامتلاء المكتبات العامة بالكتب الصفراء المناهضة لها، والتي، كالعادة، كانت تصدرها هذه السفارة الغربية أو تلك في البلدان العربية، إن لم تصدرها السفارة الأمريكية مباشرة· فقد كانت تجارب تلك الدول في التحولات الاشتراكية التي كانت تمر بها، بما تعنيه من كونها نقيضاً للرأسمالية التي يتبناها الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، السبب الأكبر لذاك العداء·
 
وكان عليّ، لهذا الهدف، أن أقضي سنة دراسية كاملة في التحضير للقبول في الجامعات المصرية، وذلك بدراسة مقررات التوجيهي المصري، والجلوس لامتحانه· وكانت مصر، بقيادة (جمال عبدالناصر) آنذاك، قد فتحت أبواب الالتحاق بجامعاتها للفلسطينيين· ولهذا الهدف وافقت على إنشاء صفوف لدراسة التوجيهي المصري في الضفة الغربية، وذلك لتحضير الطلاب المهتمين بالدراسة في جامعاتها· وجرى افتتاح صفوف لهذا الهدف في معظم المدن الرئيسة، يقوم على التدريس فيها أساتذة مصريون، في حال عدم وجود كفاءات فلسطينية· ففي القدس كانت (الكلية الإبراهيمية) ومديرها الأستاذ (نهاد أبوغربية) أول من أنشأ تلك الصفوف· وفي نابلس كان الأستاذ (قدري طوقان)، مدير (كلية النجاح الوطنية)، هو أول من فعل ذلك· والتحقتُ بتلك الصفوف، في (كلية النجاح) في نابلس·
 
وربما بسبب من أن الشعبة التي التحقت بها كانت للفرع العلمي الذي يفضله الذكور في تخصصاتهم، كنت الأنثى الوحيدة في صف يتكون من أربعين طالباً، وأساتذة كلهم ذكور· ولم يكن هذا مريحاً لي· ففي درس الأحياء، على سبيل المثال، كان الأستاذ يضع الملقط في شرج السمكة، ويتفنن في تحريكه وأرجحته أثناء الشرح في إيماءات كنت أراها جنسية· ولم أكن أرتاح لما يقوم به ذلك الأستاذ من حركات، وكنت أحس بالخجل منها· ولكن الدراسة في تلك الكلية كانت الخيار الوحيد المتوافر·
 

الصفحات