أنت هنا

قراءة كتاب الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تقسم الدراسة  إلى خمسة فصول وخاتمة ، إختص الفصل الأول ببيان أهمية منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل في السياسة الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة ذات الإرتباط المباشر بمصالحها الحيوية في الوطن العربي ، ثم تطور السياسة الأمريكية تجاه السودان ، وذ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
الصفحة رقم: 4
تمهيد :
 
كان من نتائج الحرب العالمية الثانية بروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى تمثل أحد قطبي الصراع إلى جانب الإتحاد السوفيتي في إطار النظام الدولي الذي ساد العالم منذ ذلك التاريخ وحتى إنتهائه في بدايات عقد التسعينيات من القرن العشرين ، وقد فرض الوضع الجديد على الولايات المتحدة تبني سياسة كونية صراعية من أجل كسب مناطق النفوذ والمصالح على إمتداد العالم ، وبما أن المنطقة العربية خضعت إلى قوانين التنافس بين المعسكرين بحسبانها إحدى المناطق المهمة ، فقد كان السودان هدفاً لمحاولات المعسكرين للحصول على موطئ قدم فيه .
 
وإن قادت الثوابت المتمثلة في أهمية السودان الستراتيجية بحكم الموقع الجغرافي والتكوين الديمغرافي إلى إستدعاء رغبة المعسكرين ، فإن المتغيرات التي تجسدت في تعاقب الأنظمة السياسية على السودان ، حكمت إلى حد كبير حظوظ الطرفين للتواجد في السودان . (1)
 
ويشير التاريخ إلى أن الولايات المتحدة لم تكن ذات إهتمام مباشر بالسودان وحتى الإهتمام الذي أبدته به في نهايات الأربعينيات وبدايات الخمسينيات كان بسبب التوجه الأمريكي نحو ترتيب أوضاع المنطقة لمواجهة متطلبات الصراع الدولي آنذاك . (2) وشهدت السنوات التي سبقت نيل السودان لإستقلاله عام 1956م مخاضاً عسيراً جسدته الخلافات البريطانية – المصرية حول مصير السودان ومستقبله ، وقامت الحكومة الأمريكية آنذاك بممارسة الضغوط على الحكومة البريطانية لإنهاء الملف السوداني وحسم قضيته بما يتوافق وتهيئة الظروف الملائمة أمام تشكيل ما سمي (الدفاع عن الشرق الأوسط) الذي كانت الخلافات البريطانية – المصرية تشكل أحد المعوقات أمام إنجازه . (3) وقد كانت الرؤية المصرية تقضي بأن يظل السودان تحت التاج المصري وذلك بتنصيب الملك فاروق ملكاً على مصر والسودان ، بينما ذهبت الحكومة البريطانية للتمسك بضرورة إن ينال السودان إستقلاله . (4) وفي خضم هذا الصراع نشطت السفارة الأمريكية في القاهرة من أجل إنهاء هذا الصراع ، إذ رأت الحكومة الأمريكية أن لا ضير من إحياء الفكرة القديمة (بروتوكول صدقي – بيفن) الذي يضمن السيادة الرمزية لملك مصر على السودان ، وترجع بعض المصادر بدايات الإهتمام الأمريكي بالسودان إلى أواخر عام 1948م حينما قام أحد أعضاء السفارة الأمريكية في القاهرة بزيارة إلى السودان ، وإلتقى بعدد من الشخصيات السودانية كما قام وفد أمريكي بزيارة مماثلة لإستطلاع آراء السودانيين بشأن مسالة السودان ، وإقناع المعارضين للتاج المصري بضرورة التنازل وقبول ملكية فاروق على السودان نظراً للظروف الملحّة على الساحة الدولية . (1) وفي هذا السياق قامت الولايات المتحدة بإجراء مباحثات جادة مع الحكومة البريطانية في نيسان/أبريل 1951م تناولت جلاء القوات البريطانية من قناة السويس و(مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط) ، والتوتر القائم بين العرب والكيان الصهيوني ، فضلاً عن مسألة السودان . (2) وقد حثت الولايات المتحدة الحكومة البريطانية على ضرورة حل هذه المشكلات بصورة عاجلة سبيلاً للتفرغ لإنشاء (قيادة الشرق الأوسط) .

الصفحات