أنت هنا

قراءة كتاب الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تقسم الدراسة  إلى خمسة فصول وخاتمة ، إختص الفصل الأول ببيان أهمية منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل في السياسة الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة ذات الإرتباط المباشر بمصالحها الحيوية في الوطن العربي ، ثم تطور السياسة الأمريكية تجاه السودان ، وذ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
الصفحة رقم: 9
 وطورت الولايات المتحدة مواقفها تجاه السودان إلى درجة أن أصبح في عداد إثنتي عشرة دولة عربية كانت تتلقى مساعدات أمنية من الولايات المتحدة الأمريكية وتعمق الوجود الأمريكي في السودان بأن تم السماح بإستخدام الأراضي السودانية عند الحاجة لتسهيل مهمة وعمل قولت الإنتشار السريع التي شكلت آنذاك لحماية المصالح الأمريكية في الخليج ، وقد إرتبط نظام الرئيس نميري بسياسات مصر في عهد الرئيس أنور السادات ، إذ تلقى البلدان مساعدات عسكرية وإقتصادية بشكل مستمر . كما نسقا سياساتهما لصالح الولايات المتحدة ، وإتفقا على جعل أراضي البلدين في خدمة الولايات المتحدة للإستخدام ضد التحرك السوفيتي والأنظمة التي تعارض التوجهات الأمريكية في المنطقة . (5) وإتساقاً مع مجمل هذه السياسات فقد أيّد الرئيس نميري إتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر والكيان الصهيوني ، ورفض المشاركة في مؤتمر بغداد الشهير الذي عقد بعد الخطوة الإستسلامية التي قام بها الرئيس أنور السادات ، ونقلت بعض المصادر إعترافات للنميري مفادها إنه كان على إتصال سري بالكيان الصهيوني .(6) ولنتذكر هنا عملية ترحيل اليهود الأثيوبيين الفلاشا التي أسهمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية بدور كبير . وظلت العلاقات السودانية – الأمريكية وثيقة حتى عام 1983م ، إذ قام الرئيس نميري بخطوات ألقت بظلالها على هذه العلاقات ، فقد تحالف النميري مع الجبهة الإسلامية القومية ليعلن البدء في تطبيق قوانين جديدة صدرت في أيلول/سبتمبر من العام المذكور أسماها قوانين الشريعة الإسلامية ، ومن أجل إحكام قبضته على البلاد قام بإلغاء الحكم الذاتي الإقليمي لجنوبي السودان في خطوة عدّت تخلياً منه عن إتفاقية أديس أبابا 1972م التي أقرت بوضع الجنوب الخاص . (1) وهكذا أسهمت التوجهات الجديدة للرئيس نميري في تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة ، إذ إتهم الأمريكيون نميري بأنه "ديكتاتور يضطهد شعبه" ، وسارت العلاقات على هذا النحو حتى سقوط نظام النميري في نيسان/أبريل 1985م .
 
خامساً : مرحلة الديمقراطية الثالثة 1986- 1989م .
 
وصفت الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها بالسودان في هذه المرحلة بأنها علاقات ضعيفة ، ولم تكن على مستوى الطموح الأمريكي ، وفسّر ذلك أنها كانت علاقات تقليدية لم ترق لمستوى التحالف أو التعاون الأمني والإستراتيجي كما هي علاقات واشنطن مع مصر أو بلدان الخليج العربي ويبدو أن الولايات المتحدة لم تكن راضية عن تماماً عن إدارة الصادق المهدي لدفة الأمور ، وعبّر مسؤول أمريكي عن ذلك بالقول : "... الصادق المهدي خيّب آمال الجميع" .(2) وكان الصادق المهدي قد أعلن عن إنتهاج سياسة خارجية قوامها عدم الإنحياز وعدم المحورية " إننا غير منحازين لحلف ناتو ولكننا منحازون للديمقراطية ، وغير منحازين للإستراتيجية الأمريكية لكننا منحازون لتنمية مواردنا ، وتنميتها تخلق بيننا وبينهم مصالح مشتركة" (3) وتقول أراء – إن الصادق المهدي حاول إعادة التوازن في علاقات السودان مع إيران ،وأدّى هذا التطور مع تحسن العلاقات مع ليبيا – إلى إمتعاض دول الخليج العربي ، كما أثّر سلباً على علاقات السودان مع الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية (4) إن التقارب السوداني مع كل من إيران وليبيا ، وتردد الصادق المهدي في إلغاء القوانين التي صدرت عام 1983م "الشريعة الإسلامية" فضلاً عن عدم الإسراع في الإستجابة لمطالب الجنوب * كل ذلك إستدعى عدم رضا الولايات المتحدة والغرب ، إذ عانى السودان جرّاء ذلك ، وجفت منابع الدعم الإقتصادي والعسكري الأمريكي . (5) بيد أن الحكومة السودانية تمكنت من إيجاد مصادر بديلة للتسلح تمثلت في بعض الأقطار العربية والأجنبية ، وكان العراق مثلاً مصدر الدعم الأكبر للسودان في حربه ضد التمرد في جنوبي البلاد .(6) وعلى الرغم من ذلك حرصت الولايات التحدة على علاقات واهنة بالسودان لتتبيّن السياسة الأمريكية وتعبر في كل مرحلة عن المصلحة الأمريكية التي حكمها توافق الحكومات السودانية مع التوجهات والمصالح الأمريكية .

الصفحات