أنت هنا

قراءة كتاب الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تقسم الدراسة  إلى خمسة فصول وخاتمة ، إختص الفصل الأول ببيان أهمية منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل في السياسة الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة ذات الإرتباط المباشر بمصالحها الحيوية في الوطن العربي ، ثم تطور السياسة الأمريكية تجاه السودان ، وذ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
الصفحة رقم: 8
كان عهد الرئيس جعفرنميري * من أكثر العهود السياسية التي شهدت تغلغلاُ أمريكياً في الشأن السوداني ، وذلك بعد أن تبدلت التوجهات السياسية لنظام الرئيس نميري التي أعلنها حين مجيئه إلى الحكم في 25 أيار/مايو 1969م . فقد قاد نميري إنقلاباً ضد الحكومة الديمقراطية بمساندة بعض الشيوعين والقوميين العرب ، لذا جاء متأثراً بالأفكار التحررية السائدة آنذاك ومعبئاً ضد الغرب الإستعماري ، وقال النميري في البيان الذي أذاعه في ذلك اليوم معللاً للإنقلاب ، إن السودان لم يشهد الإستقرار منذ الإستقلال ، وأنحى بلائمة النكسات في البلاد على الفساد الذي إنتشر خلال حكم الأحزاب وقال : "إن الحكومات المتعاقبة عجزت عن مواجهة الإمبريالية ووقف التسلل الصهيوني إلى أفريقيا وحماية حدود السودان" .(3) وقام النميري بإلغاء الأحزاب السياسية بحجة أنها تدور في فلك الإمبريالية ، كما تم في عهده تأميم الصناعات الرئيسة ، وجرت السيطرة على الإقتصاد في البلاد . (4) وقد عدّت هذه الإجراءات الإقتصادية خطوات في طريق التحول الإشتراكي الذي أثار حفيظة المعسكر الغربي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة . وفي المقابل قدم الإتحاد السوفيتي دعمه لحكومة الخرطوم ، ولا سيما في المجالين الإقتصادي والعسكري ، إذ تسلم النميري السلاح ، فضلاً عن المستشارين والطيارين المختصين لمقاومة التمرد في جنوبي السودان . في حين قامت الحكومة الأمريكية بتقديم العون إلى عناصر التمرد ، وشجعت كلاً من أثيوبيا والكيان الصهيوني على تقديم المساعدات للمتمردين ، وظل الدعم الأمريكي ممتداً حتى بدايات السبعينيات .(1)
 
بيد أن الأمور سارت بعد ذلك على نحو مغاير وذلك حينما قاد الشيوعيون السودانيون في 19 تموز/يوليو 1971م إنقلاباً (حركة هاشم العطا) ضد الرئيس النميري لكن محاولتهم إنتهت إلى الفشل ، إذ تمكن النميري من إستعادة الأمور لصالحه ، وقاد حملات شرسة ضد أعضاء الحزب الشيوعي . (2) وترتب على تصفية النشاط الشيوعي وركائزه تراجع موقف السوفيت في السودان ، فعلى الرغم من تغيير السفير السوفيتي في الخرطوم والذي عدّ أحد أسباب توتر العلاقة بين الشيوعيين السودانيين ونظام الرئيس نميري ، إلا أن الأمور ظلت على حالها حتى عام 1976م ، إذ تمت تصفية الوجود السوفيتي نهائياً بعد محاولة إنقلابية أخرى ضد النميري في العام المذكور ، وقد وجه الإتهام حينها إلى كل من ليبيا والإتحاد السوفيتي بدعم المحاولة . وقرر نميري على اثر ذلك طرد السوفيت من السودان ، إذ تم إبعاد 90 مستشاراً عسكرياً و31 دبلوماسياً من السفارة السوفيتية في الخرطوم . (3) وبدأ التحول السوداني نحو الغرب عبر التحالف السعودي – المصري المناهض للسوفيت آنذاك ، وقد تقدمت الولايات المتحدة المريكية في تموز/يوليو 1977م بعرض إلى السودان من أجل مدّه بالمعدات العسكرية ، وقامت المملكة العربية السعودية بتمويل جزء من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسودان بقيمة 500 مليون دولار .

الصفحات