أنت هنا

قراءة كتاب الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

الولايات المتحدة الأمريكية والإسلام السياسي في السودان

تقسم الدراسة  إلى خمسة فصول وخاتمة ، إختص الفصل الأول ببيان أهمية منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل في السياسة الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة في هذه المنطقة ذات الإرتباط المباشر بمصالحها الحيوية في الوطن العربي ، ثم تطور السياسة الأمريكية تجاه السودان ، وذ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
الصفحة رقم: 7
وصف محمد أحمد محجوب * رئيس الوزراء في الحكومة الديمقراطية التي جاءت عقب إسقاط حكومة عبود في تشرين الأول/أكتوبر1964م الحكومات السابقة بأنها بأنها كانت تتطلع نحو بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والغرب بعامة . (2) وعلى الرغم من الإستياء الذي أبدته حكومة المحجوب تجاه كلا من بريطانيا وأمريكا بسبب دعمهما لحكم عبود العسكري إلا أن هذه الحكومة أقامت علاقات تقليدية مع الدولتين المذكورتين . بيد أن وقوع حرب حزيران/يونيو 1967م التي شنها الكيان الصهيوني ضد مصر مثلت منعطفاً في علاقات السودان بالولايات المتحدة ووصيفتها بريطانيا ، فقد قامت الحكومة السودانية على أثر ذلك الإعتداء بقطع علاقات السودان مع كلا الدولتين ، وكان الرد الأمريكي هو القيام بنقض عقود تزويد السودان بالقمح والذرة ، فضلاً عن قيامها بقطع المنح الدراسية عن الطلاب السودانيين الذين كانوا يحصلون على التعليم العالي في الجامعات الأمريكية . (3) وكانت الحكومة السودانية قد فاتحت الحكومة الأمريكية عام 1966م لتزويد السودان بطائرات مقاتلة (هليوكبتر) ، بيد أن الطلب السوداني لم يلق إستجابة أمريكية ، بل أومأت الحكومة الأمريكية للسودان بالبحث عن حاجته في مكان آخر . وقد دفع التصرف الأمريكي بحكومة المحجوب لسد إحتياجاتها من الإتحاد السوفيتي آنذاك ، إذ لم تتردد حكومته في تزويد السودان بإحتياجاته من الطائرات والدبابات ، وتواصل الإستعداد السوفيتي لتلبية كافة إحتياجات السودان . وهكذا كانت الإحتياجات السودانية تلبى من الإتحاد وتشيكوسلوفاكيا ، الأمر الذي جعل مقولة – إن حظ السوفيت في السودان آنذاك كان كبيراً- تنطوي على قدر عال من الصحة . (4) ويبدو أن الولايات المتحدة وعلى غرار مثيلتها بريطانيا لم تكن راضية عن التغيير الذي قادته القوى الوطنية الديمقراطية ضد الحكم العسكري ، فقد ذكرت بعض المصادر – أن الولايات المتحدة وبريطانيا حولتا تعكير صفو الحياة السياسية في السودان عبر خلق المتاعب ، وإثارة الفتن الطائفية والعنصرية . (1)
 
إن الدور القومي الملحوظ الذي قام به السودان في تلك المرحلة تجله لبعديد من القضايا العربية سواء فيما تعلق بقضية فلسطين أو العدوان الصهيوني والإمبريالي ضد مصر عام 1967م ، ومحاولات الحكومة السودانية تصفية الخلافات العربية – العربية لمواجهة آثار العدوان ، والإستعداد لمراحل قادمة كل ذلك ألقى بظلاله على سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان في تلك المرحلة ولنتذكر هنا وقوف السودان إلى جانب مصر والأردن ضد الكيان الصهيوني ومحاولة لم الشمل العربي بإلتئام مؤتمر القمة العربي بالخرطوم الذي عرف بمؤتمر (اللاءات الثلاث) لا صلح ،لا إعتراف ،لا تفاوض مع الكيان الصهيوني (2) وهكذا كانت السياسة الأمريكية تجاه الحكومة التي جاءت إلى الحكم عبر الديمقراطية التي تبدي الولايات المتحدة حرصاً زائفاً عليها ، وتنادي بها وبضرورتها للإنسانية ، إذ وقفت الحكومة الأمريكية إلى جانب الحكم العسكري ودعمته في حين لم تتخذ أي خطوة إيجابية تجاه الحكومة المنتخبة ، وبذلك تتبيّن مصلحية هذه السياسة .
 
رابعاً : مرحلة الحكم العسكري الثاني 1969- 1985م .

الصفحات